للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وجد أن الخلايا الجنينية المطلوبة هي التي تتواجد في الأجنة قبل بلوغها الاثني عشر أسبوعاً، أي قبل اكتمال نمو مخ الجنين (سلسلة مطبوعات المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية - يناير ١٩٨٥ م - الجزء الثاني- ميلاد المخ ٦٢- ٧٣) . والأغلب يفضل ما بين الأسبوع العاشر والحادي عشر وألا يكون قبل ذلك، لأن الخلايا العصبية قبل ذلك لا تكون قد ابتدأت في التميز من ناحية العمل المستقبلي، فخلايا الدوبامين قد تختلط بغيرها ويكون تركيزها بعد النضوج أقل مما هو مطلوب في العينة المطلوب زراعتها.. والمشكلة الرئيسية في هذا المجال هي كيفية الحصول على هذه الخلايا من الجنين، إن أول ما يتبادر إلى الذهن هو الحصول عليها من الأجنة المجهضة في هذا الوقت.. وعدد هذه الحالات ليست قليلة، فحالات الإجهاض القهرية (Inevitable abosiion) ، تكثر باقتراب الشهر الثالث، ولكن هنا يجب أن نعلم أن هذا الجنين الذي يقرب حجمه من تسع سنتيمترات طولاً، قد تمضي فترة بين إجهاضه وانفصاله عن الأم، وبين الحصول عليه لاستخراج الأنسجة المطلوبة، ونحن نعلم مدى تأثير الدقائق على حرمان المخ من الأوكسجين واحتمال بدء التحلل للأنسجة مما يؤثر على حيويتها واحتمال نجاح زراعتها.

من هذا يتضح أهمية الحصول على الأنسجة فور الإجهاض مباشرة، ويصل البعض في التشدد للحصول على هذه الأنسجة في حالة جيدة بأن ينصح بالإجهاض بجراحة يشق فيها الرحم ويحصل على الخلايا والجنين في رحم أمه ... ولكن أليس الوصول إلى هذا الحد في العلاج هو أكثر مما تطيقه القيم والممارسات الأخلاقية في الطب؟ وهل يعيد هذا إلى الأذهان قصص الخرافات القديمة عن دراكولا، مصاص الدماء، الذي يحظى بالحياة الأبدية بامتصاص دماء الأبرياء؟.

وإذا افترضنا أن مثل هذه الجراحات قد عمت وانتشرت، فهل سيكون هناك انعكاسات تجارية.. لذلك؟ ليس فقط بازدياد حالات الإجهاض، وإنما أيضاً بازدياد حالات الحمل التي يقصد منها إنتاج هذه الأنسجة المطلوبة؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>