للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل ما سبق ذكره قد تم بالفعل أو يمكن أن يتم على مستوى حيوانات التجارب داخل المعامل، فهل يعني هذا بارقة أمل في علاج أمراض عصبية مستعصية لا يوجد لها علاج حتى الآن؟ ... إن مرضى التليف العصبي المنتشر (D. S.) ، وجلطات المخ التي تؤدي إلى تلف الألياف العصبية الناقلة للحس والحركة، وينتج عنها الشلل لا أمل لها في علاج أو شفاء.. وكذلك إصابات المخ في الحوادث، وإصابات النخاع الشوكي مع كسر الفقرات في حوادث السيارات وغيرها.. يقضي على آلاف الشباب أن يمضي ما بقي له من حياة على الكراسي المتحركة.. هل معنى ما وصلنا إليه الآن أن الطب سيتمكن أخيراً أن يفعل شيئاً في هذا المجال، ويعيد الأمل إلى الملايين؟ ... ثم هناك تساؤل آخر بل هو حلم للبشرية الذي طالما داعب خيالها من مئات الأجيال وهو: هل لهذه الجراحات المقدرة على إعادة الصحة والشباب، فتعالج المخ الذي هرم، والجسد الذي وهن؟

وهل يمكن للمرأة العجوز أن تعود إلى نضارتها والى إنجاب الأولاًد من جديد؟ إنها تساؤلات اليوم، ربما نجد الإجابة عليها بعد سنوات قليلة ... ولن أدهش إذا كان هناك في مكان ما من العالم من يملك الإجابة عليها الآن.

القيم والسلوكيات الطبية في زراعة الأنسجة العصبية:

بعد أن رأينا أن الكثير من التجارب التي تتطلب زراعة خلايا عصبية على مستوى حيوانات معامل الأبحاث، قد انتهت إلى نتائج مشجعة، وقد بدأ الباحثون فعلاً في التفكير في المضي قدماً في استكمال أبحاثهم على بني الإنسان، قد تكون هناك بعض العقبات أو المشاكل التي تحتاج لبعض الحلول، ولكن أين هذا من المارد العلمي الذي يكتسح في طريقه المشاكل والعقبات؟.

لقد وضح من الأبحاث والتجارب أن الخلايا العصبية الجنينية هي الأساس في هذا النوع من الجراحة، وبدونها تهدم كل الآمال التي تتعلق بهذا الحلم في شفاء كل ما هو مستعص من الأمراض، والسبب في ذلك أن الخلايا العصبية تامة النمو لا يمكنها الانقسام، ولا يمكنها أن تمتد وتتفرع وتكون نقط الاشتباك العصبية (Synapses) مع خلايا أنسجة الأهداف، وتؤدي ما هو مطلوب من هذه الجراحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>