أما عن الأبحاث الفقهية، فقد تقدم كل من فضيلة الشيخ محمد المختار السلامي والدكتور محمد عبد اللطيف الفرفور والشيخ الشريف محمد عبد القادر. هذا الموضوع وهو موضوع زراعة خلايا المخ هو موضوع حساس لأن زراعة الأعضاء تقدمت تقدماً كبيراً في الأونة الأخيرة وشمل جميع أعضاء الجسم وأصبحت نتائجه على قدر كبير من التقدم ونسبة نجاحها عالية.
والمخ كعضو أيضاً من الأعضاء داخل الجسم يصاب ببعض الأمراض، فبدأت تراود العلماء محاولات كثيرة للتغلب على مثل هذه الأمراض، فمنها مرض عته الشيخوخة، ومنها مرض الشلل الرعاش، وهذه نتيجة عدم مقدرة الخلايا المخية لإفراز بعض الهرمونات، إما لتلف فيها أو لإصابتها بالشيخوخة.
الجزء الثاني من هذا الموضوع هو إصلاح خلل نتيجة وجود انفصال في بعض أجزاء الخلايا العصبية وعدم مقدرتها على الاتصال مع بعضها البعض فبدأت تراود العلماء محاولات كثيرة لإصلاح هذا الخلل. بدأت العملية في المرحلة الأولى على حيوانات التجارب لإصلاح موضوع الهرمونات ونقصها، بدأت وأعطت نتائج جيدة جداً. بدأت هذه التجارب في المرحلة الأولى باستئصال جزء من الغدة الجركلوية أو الكظرية وزرعها في خلايا المخ، أعطت نتائج ليست مشجعة. ثم بدؤوا في محاولات أخرى بنقل خلايا مخ جنين إلى خلايا مخ مصابة بهذا التلف، فأعطت نتائج جيدة ومشجعة جداً في هذا الموضوع. بدأت المحاولات تنتقل إلى الإنسان وبدأوا في نفس هذا الأسلوب. بدأت المحاولات في نقل جزء من الخلايا الكظرية من الإنسان نفسه بمعنى فتح للكلى واستخراج هذا الجزء، وفتح للمريض أيضاً في دماغه ومحاولة وضع هذا الجزء مكان الخلايا المدمرة أو التي لا تقوم بعملها بصورة جيدة، النتائج لم تكن جيدة أيضاً ومتمثلة في نتائج مرحلية استطاعت أن تعطي نتائج أولية، ولكن ما لبث أن عاد المريض إلى حالته الأولى. بدأ استخدام خلايا مخ جنين، هنا الجنين يجب أن يكون أولاً: حياً ثانياً: عمره يجب أن يكون من ثمانية إلى اثني عشر أسبوعاً أو الوقت الأمثل هو عشرة أسابيع. يتم استخراج الجنين وتؤخذ منه الخلايا في الأماكن المعينة، وتوضع أيضاً في خلايا المريض المصاب بهذا المرض. النتائج مشجعة جداً وأعطت نتائج - حتى الآن - تبشر بالخير، إذن هناك محاولة ثالثة يحاولون فيها أو رابعة هي استزراع بعض خلايا أجنة من بعض الخلايا للأجنة أيضاً، التي هي فيها هذا المرض. ومحاولة وجودها على مدى طويل واستخدامها كبنك من البنوك، حتى الآن هذه الطريقة لم تخرج إلى حيز الوجود وهي من الناحية النظرية موجودة. الجنين يجب أن يكون حياً، عمره من ثمانية إلى أحد عشر أسبوعاً يعني يجب أن يكون هناك سقط أو إجهاض.