للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أنه لا بد للفرد المسلم، والمؤسسات التجارية والاقتصادية أن تمارس النشاط المالي بكل أنواعه بوعي متيقظ، وبينه من أمور الحلال والحرام في المعاملات، فهي مسؤولية كل فرد يخوض هذا المجال، ويسعى إلى الرزق الحلال.

وقد أخذت المجتمعات الإسلامية نفسها في الماضي بهذا المبدأ حرصًا على الحلال، وسلامة الكيان الاقتصادي فيها.

وقد كان مقررًا لدى عامتهم وخاصتهم أنه: (لا يجوز للإنسان أن يجلس في السوق حتى يعلم أحكام البيع، والشراء، فإنه يكون حينئذ فرضًا واجبًا عليه، وكذلك الذي يتصرف لنفسه، أو لغيره، يجب أن يعلم حكم ما يتصرف فيه ... ، وقد روي أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بعث من يقيم من الأسواق من ليس بفقيه) (١) ، وقال في المدخل: قد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب بالدرة من يقعد في السوق وهو لا يعرف الأحكام، ويقول: لا يقعد في سوقنا من لا يعرف الربا، أو كما كان يقول.

"وقد أمر مالك رحمه الله بقيام من لا يعرف الأحكام من السوق لئلا يطعم الناس الربا " (٢) .

وتوارثت الأجيال والمجتمعات الإسلامية هذا التطبيق، وأخذت نفسها به حتى في العصور المتأخرة.


(١) القباب، أبو العباس أحمد بن قاسم الجذامي: " شرح المسائل التي وضعها ابن جماعة في البيوع "، مخطوط مصور، مكة المكرمة، مكتبة مكة المكرمة رقم ٣١، حنفي: ص٥٩.
(٢) الرهوني، سيدي محمد بن أحمد: أوضح المسالك وأسهل المراقي إلى سيل ابريز الشيخ عبد الباقي، (بيروت: دار الفكر، سنة ١٣٩٨هـ/١٩٧٨م) : ٥/٢، مصور عن الطبعة الأولى (مصر: المطبعة الأميرية، سنة ١٣٠٦هـ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>