للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المصطلح فى كتب الحديث، ومع هذا فقد جعله حسه الصادق يصل إلى تصور يكاد يكون دقيقا فى موضوع الكتابة، فقد حاول أن يجد تفسيرا مناسبا لهذه العبارة معارضا بهذا زعم جولدتسيهر./ ومنذ وقت قصير ظهرت أيضا دراسات فى علم الحديث ما زالت تحاول الوصول إلى تفسير صحيح لهذه العبارة دون جدوى (٢٣٥).

وعلى ضوء أمثلة كثيرة من نوع آخر تثبت أيضا وجود تراث مكتوب فى تلك الفترة نود أن نذكر مثالا يدل على أن المحدثين قد احتاجوا فى مجالسهم وفى تأليف كتبهم أيضا إلى نصوص مدونة. وقد أشار سفيان الثورى (المتوفى ١٦١ هـ/ ٧٧٨ م) على تلميذه يحيى بن سعيد أن يذهب إلى الكوفة ومعه كتبه ليروى منها (٢٣٦).

وكان من مثالب محدث آخر أنه بعد أن سقطت كتبه فى الماء قد روى من كتاب نسخه دون أن يقرأه على شيخ (٢٣٧). وتوقف البعض عن الرواية تماما عند ما فقدوا كتبهم لسبب أو لآخر (٢٣٨)، وعدل آخرون أيضا لأسباب مشابهة عن رواية خبر ما كان فى كتبهم.

وأخبر ابن أبى حاتم عن حديث ما أنه فى كتاب عمرو بن مرزوق (المتوفى ٢٢٣ هـ/ ٨٣٧ م) ولكنه لم يسمع قط أن عمرا رواه بنفسه (٢٣٩).

وهنالك أخبار تقول بأنه طبقا للأسس التى كان يسير عليها المحدثون كان لا بد من تدوين كل الأحاديث فى كتب، وربما نستطيع من ذلك أن نرسمصورة لتدوين المصادر.

سأل ابن أبى حاتم أباه عن حديث لإسحاق بن يوسف الأزرق (المتوفى ١٩٥ هـ/ ٨١٠ م) فقال يحيى بن معين (المتوفى فى ٢٣٣ هـ/ ٨٤٧ م) بأنه قد يكون غير صحيح. فقد بحث


(٢٣٥) السنة قبل التدوين لمحمد عجاج الخطيب (- القاهرة) ١٩٦٣ ص ٣٣٤.
(٢٣٦) قارن هنا استخدام عبارة» أصحاب الكتاب «مدحا عند أبى حاتم فى العلل ١/ ٣٢: وقد نقذ العلماء الشيخ الذى يجيز التلميذ «كتابة»، كما جرحوا التلميذ نفسه (العلل لابن حنبل ١/ ١٥٥) وقد وصف من يفعل بأنه «صحفى» (العلل ١/ ١١٤).
(٢٣٧) العلل لابن حنبل ١/ ٦٧
(٢٣٨) تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ٤/ ٧٣.
(٢٣٩) العلل لابن أبى حاتم ٢/ ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>