للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأبى محمد بن السائب.» وفى الخبر الطويل تقريبا ذكر مرة: (٨٣) «وقال حمّاد الراوية فى خبره».

وذكر الطبرى نفس القصة بنصّها (مع بعض اختصارات) بالرواية التالية التى يتضح منها أنه استخدم كتابا لحمّاد الرواية: (٨٤) قال: ما ذكر لى عن هشام بن محمد، قال:

سمعت إسحاق بن الجصّاص وأخذته من كتاب حمّاد، وقد ذكر أبى بعده». وهذا شاهد واضح على أن الأخبار التالية بعد سلاسل الإسناد هى فى الواقع بقايا كتب.

ورغم أن المعلومات التى لدينا فى الوقت الحاضر عن التطور الدقيق/ لهذا الموضوع ما زالت ناقصة، فنستطيع أن نؤكد أن هذا الضرب من ضروب التأليف وهى كتب التراجم التى كانت بدايتها فى شكل أخبار، ترجع إلى فترة مبكرة قد تطورت تطوّرا أتاح لمؤلفين مثل أبى مخنف (٨٥) وعيسى بن عمر الثقفى (ولد سنة ٧٠ هـ، وتوفى سنة ١٤٩ هـ/ ٧٦٦ م) (٨٦) أن يؤلف كل منهما ما بين اثنين وثلاثين إلى أكثر من سبعين رسالة فى هذا الموضوع.

وهناك ضرب من التأليف التاريخى فى العصر الإسلامى كانت صورته أوضح ويشعر الإنسان فيه بأنه يستند على أساس تاريخى أضمن، ألا وهو: «كتب المغازى».

وموضوع هذه الكتب لا يقتصر على الحملات العسكرية للرسول، بل تتضمن أيضا تسجيلا لحياة الرسول بصفة عامة، وهذا ما سمى بعد ذلك باسم «السيرة». ونحن ندين ليوسف هوروفتس فى دراساته القيمة فى هذا الموضوع بتقويم دقيق للمعلومات وتصوير لخط سير التطور لهذا الموضوع. (٨٧) وبعد ذلك وصلت نبيهة عبود فى مؤلفاتها حول قطع


(٨٣) المرجع السابق (دار الكتب) ٢/ ١٢٦.
(٨٤) الطبرى ١/ ١٠١٦ - ١٠٢٩، الأغانى (طبعة ثانية) ١٦/ ٧٥.
(٨٥) الفهرست لابن النديم ص ٩٣.
(٨٦) انظر وفيات الأعيان لابن خلكان ١/ ٤٩٧.
(٨٧) انظر المواد الكثيرة له فى دائرة المعارف الإسلامية، وكذلك ما كتبه هوروفتس عن المغازي الأولى ومؤلفيها:
Horovitz, The Earliest Biographiesofthe Prophetandtheir Authors, in: Isl. Cult. ١/ ١٩٢٧/ ٥٣٥ - ٥٥٩, ٢/ ١٩٢٨/ ٢٢ - ٥٠, ١٦٤ - ١٨٢, ٤٩٥ - ٥٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>