للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذّهلى ممن يكتب فتوح الشام» (١٠٨) وعلى ذلك فقد كان الذهلى إذن مؤلفا عاش فى العصر الأموى، وصنف فى الفتوح. وذكر- أيضا- فى مواضع أخرى أسماء عديدة لعلماء مشهورين كمصادر له، ثم قال: «كلّ حدّث عن فتوح الشام (١٠٩)» ولا شك أن المقصود- بذلك- كتب الفتوح، كما يتضح من المثال التالى: روى فى ترجمة الشعبى أن ابن عمر رآه فى المسجد «وهو يحدّث بالمغازى». ومما يدل على أن المقصود بذلك كتاب الشعبى عبارة وردت فى موضع آخر وهى: «وهو يقرأ المغازى» (١١٠)./ يتضح من خبر للزهرى أن كتب المغازى كانت منتشرة فى وقت مبكر، وأن عبد الملك بن مروان (٦٥ هـ/ ٦٨٥ م- ٨٦ هـ/ ٧٠٥ م) قد أمر بحرق كتاب فى المغازى وجده بيد أحد أبنائه، فقد كان ابنه يميل إلى مطالعته أكثر من مطالعته القرآن والسنن. (١١١) ويبدو من كل ما سبق أن تاريخ الفتوح التالية استمر يدوّن فى كتب الفتوح. وقد أوضحت الدراسات التى تقوم على الأسانيد أن الكتب أو الرسائل المبكرة كانت على ما يبدو تستخدم إلى حدّ ما كمصادر للكتب الجامعة، مثل مغازى ابن إسحاق، ولكتب الفتوح مثل فتوح أبى مخنف والواقدى وسيف بن عمر والبلاذرى. وبين جيل الرواد كانت للشّعبى عامر بن شراحبيل (١٩ هـ/ ٦٤٠ م- ١٠٣ هـ/ ٧٢١ م) مكانة مرموقة. وفى جيل الزّهرى يبدو أن يزيد بن أبى حبيب (المتوفى ١٢٨ هـ/ ٧٤٥ م) كتب كثيرا فى تاريخ مصر خاصة.

وهناك كتب متنوعة فى الفتوح كانت- بطبيعة موضوعاتها- أول ما ألّف فى تاريخ الخلفاء، ولكن ليس لدينا منها إلا بعض العناوين. وليس فى هذا دليل على أن تلك


(١٠٨) فتوح الشام- مخطوط رئيس الكتاب ٦٨٤، ١٧٥ أ، كوبريلى ١١٢٣، ١٥٤ أ.
(١٠٩) المرجع السابق- مخطوط آيا صوفيا ٣٣٣٣ الأوراق ١ - ٢٥.
(١١٠) تاريخ بغداد ١٢/ ٢٣٠.
(١١١) أنساب الأشراف للبلاذرى ١/ (١٨٨٣) ص ١٧٢، وانظر ما كتبه جولدتسيهر في كتابه فى الدراسات الإسلامية Goldziher ,Muh.Stud.II ,٢٠٦:

<<  <  ج: ص:  >  >>