للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضد تدوين الحديث، وأن غيرهم كان يؤيد ذلك (٦) وأشار إلى أن كثيرا من أصحاب الحديث تروى عنهم بالمثل أقوال فى رفض الكتابة. وللأسف فإن رأية القائل بأن أتباع المدرستين كانوا يعارضون التدوين، يقوم على سوء فهم شائع.

وقد وصلت إلينا من هذه الفترة الأولى فى تاريخ الفقه كتب قليلة نادرة، هى:

الكتاب المنسوب لسليم بن قيس الهلالى (كان يعيش فى عهد الحجاج بن يوسف المتوفى سنة ٩٥ هـ/ ٧١٤ م).

«كتاب المناسك» لقتادة بن دعامة (المتوفى ١١٨ هـ/ ٧٣٦ م).

«كتاب مناسك الحج وآدابه» لزيد بن على (المتوفى ١٢٢ هـ/ ٧٤٠ م).

«كتاب المجموع» لزيد بن على.

وقد يمكن تعويض نقص المادة التى وصلت إلينا من هذه الفترة ببحث سلاسل الرواة فى أقدم الكتب الفقهية التى وصلت إلينا، إذ احتفظت لنا هذه الكتب بقطع من كتب سابقة ضاعت، كما سبق توضيح ذلك فى باب الحديث.

ينبغى لنا هنا أن نذكر بعض الفقهاء المشاهير الكثيرين الذين عاشوا فى القرن الأول الهجرى وشاركوا فى تطور كتب الفقه. وقد راعينا فى اختيار هؤلاء أن نذكر الفقهاء الذين نعرف عن مؤلفاتهم فى الوقت الحاضر- شيئا دقيقا، ولا بد أن نشير هنا مرة أخرى إلى أن من وصف من رجال القرنين الأول والثانى/ للهجرة فى التراث العربى بأنه عالم كان أساسا من المؤلفين، ولكن كتب الطبقات لا تذكرهم كمؤلفين ولا تذكر أسماء مؤلفاتهم، ويمكن التحقق منهم ومن مؤلفاتهم عن طريق عبارات عارضة فى مؤلفات أخرى. ولنا على ذلك أمثلة كافية فيمن نذكره من علماء القرنين الأول والثانى للهجرة فى الفصول التالية وغيرها من فصول هذا الكتاب. ولنذكر هنا مثالا واحدا، هو أن ربيعة الرأى كان مؤلفا مع أن ذلك لم يذكر على نحو مباشر فى المراجع الرئيسية ولا فى كتب الطبقات، وهو لم يوصف إلا بأنه صاحب علم كثير (انظر مثلا التهذيب لابن حجر ٣/ ٢٥٩). حتى ابن النديم (فى الفهرست ٢٠٢) لم يذكر له مؤلفا.


(٦) انظر مقدمة تحقيق كتاب تقييد العلم بقلم يوسف العش ٢١ - ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>