للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ علي محي الدين القره داغي:

بسم الله الرحمن الرحيم.

أشكر فضيلة الأستاذ علي السالوس على عرضه الطيب وبارك الله فيه، غير أن ما وصل إليه - الأستاذ الدكتور علي السالوس - من اعتبار الاستصناع سلما، حينئذ لا يحقق المقصود من الاستصناع، لأن المقصود من الاستصناع ألا يدفع الإنسان الثمن، ولا رأس المال، يكون جاهزًا، أما بالنسبة للسلم لا بد من دفع رأس المال أو من دفع الثمن إما في المجلس كما هو رأي الجمهور أو في ثلاثة أيام كما هو رأي المالكية، وحينئذٍ يصبح الاستصناع عديم الجدوى بالنسبة لوقتنا الحاضر، ولاسيما في البنوك والأمور الأخرى، أو اعتباره وعدًا حينئذ أيضًا لا يكون ملزما وحينئذ يترتب عليه مشاكل كبيرة جدًّا كما يقول شراح المجلة حينما ذكروا في لزومية العقد، قال: كان الناس أيام الزمان حينما يستصنعون، يستصنعون - أعزكم الله - زوجًا من حذاء، فليس هناك أي مشكلة. فحينما يكمل يقول: أنا لا أريد أو لا يعجبني، أما الآن فهناك صناعة السفن وغير ذلك، وفي وقتنا الحاضر صناعة السفن وصناعة الطائرات وغير ذلك، فهل بالإمكان أنه يصنع لنا الطائرة أو يصنع لنا سفينة أو يصنع لنا أي شيء ثم نقول: إن هذا لا يعجبني رغم توفر الشروط والالتزمات؟ فحينئذ بهذه الصورة لما يكون الاستصناع وعدًا لا يبقى له أي فائدة ولا أية قيمة، وسوف نعود لهذه المسألة بعد قليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>