للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النقطة الأخرى: من حيث لزوم عقد الاستصناع، واضح لنا أن المذهب في كتبه المطبوعة سواء كانت من أول المبسوط إلى الكتب المتأخرة كلها درجت إلى تقسيم الحالات التي يمر بها عقد الاستصناع وهي ثلاثة: على أن الحالة الأولى قبل أن يتم التصنيع لا شك أن العقد غير لازم، وبعد تمام التصنيع، وقبل تقديمه للشخص الذي استصنع هذه السلعة أيضا يكون غير لازم، ثم جاء الخلاف في اللزوم في المرحلة بعد التصنيع، ثم تقديمه إلى الشخص المستصنع، في هذه الحالة يأتي الاختلاف في اللزوم، هل هو لازم؟ أو يلزم الصانع ولا يلزم المستصنع لأن المستصنع يكون بالخيار أو أن كلًا منهما يكون له الخيار؟ هذا ما نقله الأخ الدكتور علي عن المحيط البرهاني ويشكر الحقيقة في متابعته لهذه النقطة - وطبعا المحيط البرهاني مخطوط - وبودنا أن يحقق أيضا من عدة نسخ، يعني لا بد من تحقيق هذا المخطوط على نسخ المحيط البرهاني وهي كثيرة، حتى نتأكد من أن هذا الوارد هو موجود هي المحيط وإن كان لم ينقل إلى هذه الكتب وبخاصة أنها تنقل عن المحيط البرهاني.. وإن السلع التي كانت معروضة أو التي كانت تستصنع في هذا الوقت كانت من الخفة أو من عدم الأثر الكبير بحيث لا تؤثر على المتعاقدين تأثيرا كبيرا، ومن ثم لم تكن بالأهمية بمكان، لكن الآن وقد أصبح أولًا الاستصناع لا يمكن أن يحصر في الدائرة التي ضربت لها الأمثلة إذ أن كل ما تعالم فيه الناس استصناعًا سيجري عليه هذا الأمر فإذا كان الأمر كذلك وقد جرى الاستصناع الآن في كل السلع تقريبًا سواء كانت معمرة أو غير معمرة وسواء كانت استهلاكية أو إنتاجية، أصبح العالم الآن يموج بالتصنيع، فهل يمكن أن نقف عند هذا الحد أم أنه يجوز لنا أن نتخطى هذه المرحلة؟ ثم نظرا لخطورة هذه الصناعات التي تعرض ننتقل من درجة عدم اللزوم إلى اللزوم حتى لا يضار المتعاقد، سواء كان صانعًا أو مستصنعًا، وبخاصة أن المستصنع إذا رجع عن العقد في تصورنا في الوقت الحالي فإنه لن يجد مصنعا يقدم له شيئا، كذلك نفس المصنع أو الصانع إذا نكص عن العقد فإنه لن يجد مشتريًا لأن هذا يؤثر على مسيرته في السوق، ومن ثم الاتجاه إلى القول بلزوم العقد هو اتجاه تمليه الضرورة الفعلية والتعامل الفعلي القائم في مثل هذه الصناعات، حتى لا يقع ضرر كبير في هذه الحالات على الصانع أو على المستصنع.

هذا ما أردت أن أبينه بالنسبة للنقاط التي وجدت أمامنا وهناك في البحث بعض الأمور يمكن الاطلاع عليها في أن البديل من حيث المذاهب الأخرى وهو السلم أيضًا ضبطوه، ووجد كما عرض الدكتور السالوس ولا نطيل فيه فالبحث أمامكم ويمكن الاطلاع عليه وشكرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>