للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيفية التعالج منه:

فمنه ما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر)) (١) وقد يكون باستخراجه وتبطيله كما في الخبر (٢) فهو كإزالة المادة الخبيثة بالاستفراغ، في المحل الذي يصل إليه السحر (٣) وكذلك يكون علاجه بالقرآن كالمعوذتين، وآية الكرسي، والدعوات والأدعية المأثورة ونحو ذلك فما يجوز الرقيا به، فلا مانع من ذلك (٤) ، وقال عنها ابن القيم: فهذا جائز بل مستحب (٥) .

وقد تقدم في تعريف النشرة أنها ضرب من العلاج يعالج به من يظن أن به سحرًا أو شيئًا من الجن، وأن ابن المسيب قال: لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع الناس فلم ينه عنه، وعن قتادة: إنما نهى الله تعالى عما يضره ولم ينه عما ينفعه (٦) . وفي حديث جابر عند مسلم مرفوعًا (من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل) (٧) .

وقال الحافظ قلت: سلك النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة (٨) ، مسلكي التفويض وتعاطي الأسباب ففي أول الأمر فوض وسلم لأمر ربه، فاحتسب الأجر في صبره على بلائه، ثم لما تمادى ذلك، وخشي من تماديه أن يضعفه عن فنون عبادته جنح إلى التداوي (٩) ، ثم إلى الدعاء، وكل من المقامين غاية في الكمال (١٠) .


(١) فتح الباري: ١٠/٢٣٨ - ٢٤٠، باب الدواء بالعجوة للسحر، ورجح القسطلاني خصوصية ذلك بتمر المدينة لكونه غرسه بيده الشريفة، إرشاد الساري: ٨/٤١٠.
(٢) فتح الباري: ١٠/٢٣٢.
(٣) الآداب الشرعية: ٣/٩٥ - ٩٦.
(٤) أضواء البيان: ٤/٤٦٥.
(٥) إعلام الموقعين: ٤/٣٩٦. وهناك طرق أخرى لعلاج المسحور لا يتسع المجال لذكرها فارجع إليها في الفتح: ١٠/٢٣٣؛ وابن عابدين: ٢/٥٩٤؛ وإرشاد الساري: ٨/٤٠٥.
(٦) إرشاد الساري: ٨/٤٠٦.
(٧) النووي على مسلم: ١٤/١٨٦.
(٨) قصة سحر اليهودي للنبي صلى الله عليه وسلم فتح الباري: ١٠/٢٢١.
(٩) إرشاد الساري: ٨/٤٠٧.
(١٠) فتح الباري: ١٠/٢٢٨؛ وإرشاد الساري: ٨/٤٠٧؛ نقله عن الفتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>