بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
فإنني أميل إلى الأخذ برأي جمهور العلماء في العمل بالتداوي والبحث عن الشفاء ما وسعنا إلى ذلك سبيلًا، وأقسم الأمور إلى ثلاث نقاط أو أربع.
أولًا: بالنسبة للأمراض المعتادة يحسن التداوي منها عملًا بالتوجيهات القرآنية الكريمة العديدة من مثل قوله تعالى {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} . [التوبة: ١٠٥]
من باب الأخذ بالأسباب، وقوله تعالى:{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} . [البقرة: ١٩٥] .
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم:((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير)) . ومما لا شك فيه أن الصحة والشفاء من الأمراض يساعد على العبادة وعلى طاعة الله والتقرب إليه عز وجل.
ثانيًا: المحافظة على النفس من جميع جوانبها تقع ضمن الضرورات الخمس المعروفة بمقاصد الشريعة، أو بالكليات، والتي من أجلها فرض الله تعالى الفرائض المعروفة وحد بسبب الاعتداء عليها الحدود والعقوبات المقررة.
ثالثًا: أما الحالات الميؤوس منها فأرى أنه لا يجوز التوقف فيها أو الاكتفاء فيها برأي طبيب واحد أو طبيبين أو نحو ذلك، وإنما يوكل الأمر في قرار أن هذا المرض وهذه الحالة وصلت إلى مرحلة اليأس إلى لجنة طبية من كبار المستشارين أو الاستشاريين وعدم الاكتفاء برأي طبيب خصوصًا إذا كان مبتدئًا في هذا المجال.
رابعًا: أما مسألة الاستئذان فغير واردة ولا تجوز في الحالات الشديدة أو في الحالات الطارئة، يعني مثل حوادث السيارات مثلًا، أما إذا كانت حالة المريض مستقرة، وهو في بيته فهذا أمره متروك إلى نفسه وهو مسؤول عن صحته وعن أحواله أمام الله عز وجل. وصلى الله على سيدنا محمد. وشكرًا.