للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالإسلام دين الفطرة والعقل تتقبله العقول السليمة البعيدة عن التعصب بكل يسر وهو دين السهولة والبعد عن الخرافات والتعقيد، وهو الدين المنظم لكل ناحي الحياة الإنسانية، فحقيقة الإسلام وأنظمته هي التي يسرت لها هذا الانتشار السريع في كل مكان يقول الفيلسوف الإنكليزي الشهير كارليل: "وما كاد يظهر الإسلام حتى احترقت فيه وثنيات العرب وجدل النصرانية وكل ما لم يكن بحق كان حطبًا ميتًا أكلته نار الإسلام" (١) .

ويرى المستشرق الألماني كارل بكر أن السبب في الحروب الصليبية هو أن الإسلام لما انبسط في العصور الوسطى أقام سدًّا في وجه انتشار النصرانية ثم امتد إلى البلاد التي كانت خاضعة لصولجانها (٢) .

لذلك اقتنع رجال الكنيسة وملوك أوروبا بأن مد الإسلام يهددهم في عقر دارهم فسلكوا في مواجهته سبيلين: سبيل الحرب العادية، وسبيل الحرب الفكرية المتجنية، وكثيرًا ما تلاقى هذان السبيلان.


(١) عن كتاب آراء مشاهير كتاب الغرب في الإسلام: ص ٢٢
(٢) التبشير والاستعمار: ص ٣٦

<<  <  ج: ص:  >  >>