للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبيل الحرب العادية:

فالسبيل الأول فشلت فيه أوروبا كثيرًا، فلقد استطاع الإسلام في سنتين أن يثبت أقدامه في أوروبا لمدة ثمانية قرون، هذا في غرب أوروبا، وفي شرقها استطاع أن يستولي على مركز الكنيسة الشرقية في القسطنطينية. واستطاع الإسلام أيضًا أن يقضي على الحملات الصليبية الأولى قضاء مبرمًا وهو في هذه الأيام يقضي على الحملات الصليبية الثانية الواحدة تلو الأخرى.

فهو حطم صليبية فرنسا في الشمال الأفريقي وغيره من المناطق، وصليبية بريطانيا في دول إسلامية عديدة، وها هو قد بدأ يعود إلى صفوف اتباعه كلهم روحًا دافعة تعيدهم إلى رحاب الحق وتنشر بهم كل خير. وإن وصف هذه الاحتلالات الاستعمارية الحديثة بالصليبية ليس تجنيًا من غير دليل , بل يكفي دليلا على ذلك:

ـ القول المشهور الذي قاله الجنرال الفرنسي غورو قائد القوات الفرنسية التي دخلت دمشق بعد الحرب العالمية الأولى عندما زار قبر صلاح الدين الأيوبي "ها قد عدنا يا صلاح الدين" (١) .

ـ قول الجنرال اللنبي عندما دخل القدس في فترة الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٨م "اليوم انتهت الحروب الصليبية" (٢) .

ـ ما قاله جورج بيدو الذي تولى وزارة الخارجية الفرنسية سنة ١٩٦٣م: "أنه لن يترك الهلال يتغلب على الصليب" (٣) .

ـ ما اعترف به الفرنسيون من أن الإسلام هو الذي يخيفهم في أفريقيا مثل قول "غي موليه رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق": "إن الحركة الإسلامية التي تتسع في أفريقيا هي التي تهدد الإمبراطورية الفرنسية في المغرب " (٤) .

ـ ما فعله هؤلاء المحتلون من اضطهادات للمسلمين ومحاربة للإسلام في جميع المناطق التي احتلوها وذلك ليسهل عليهم البقاء فيها.

ـ يقول زايير: "إن شعوبنا هي الوحيدة التي أرادت أن تحمل إلى الشرق عقائدنا وآراءنا كما تحمل إليه تجارتنا فكأننا نريد أن نستعمره في كل شيء" (٥) .

ـ تشجيع هؤلاء المحتلين للمبشرين تشجعًا كبيرًا مما هو معروف على مستوى العالم الإسلامي، بل ظل تشجيعهم حتى بعد أن استقلت البلاد الإسلامية بحجج الثقافة ونشر العلوم والمساعدة في الإغاثة وعون المحتاجين وعلاج المرضى وغير ذلك من الحجج.


(١) التبشير والاستعمار: ص ٣٦
(٢) الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي
(٣) عن كتاب التبشير والاستعمار: ص ١٧٨ نقلا عن مصادر غربية
(٤) عن كتائب التبشير والاستعمار: ص ١٧٨ نقلًا عن مصادر غربية
(٥) التبشير والاستعمار: ص ٣٨

<<  <  ج: ص:  >  >>