للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد تجلت الصيغ الماضية في كل من (الاستعمار، الصليبية، الصهيونية) .

وكان هذا التلاحم الحاقد الخطير، وهذا التمهيد المتبادل بينهما، وبالتالي هذا الهجوم الكاسح على العالم الإسلامي.

وقد صدقت الثورة الإسلامية أروع الصدق، حين أطلقت على هذا الثالوث عنوان (الاستكبار العالمي) منتبهة إلى علتة وجذوره النفسية.

وإذا تجاوزنا ـ أيضًا ـ تفصيلات هذا الهجوم، مستقرئين أهدافه من خلال طبيعة العمل، وتصريحات القائمين به، عرفنا أنه كان يعمل على إطفاء بصيص العقيدة الإسلامية المتبقي في النفوس، ولقد كان هذا البصيص ـ الذي سلم من خلال عصور الغفلة ـ كافيًا في بعث الصلابة والثبات في أبناء هذه الأمة، وشدها بنوع من التماسك، الأمر الذي يعرقل كل مخططات الكفر!!

وكان التخطيط عمومًا يسير عبر الأساليب التالية:

(أ) إيجاد الخواء الحضاري في الأمة الإسلامية.

(ب) بث التعالي الحضاري الغربي، وتأكيده بشتى الأساليب.

(جـ) الملء الحضاري بالمطلوب.

ورغم أن هناك نوعًا من الطولية بين هذه الأساليب، إلا أن هذا لم يمنع من أن تعمل إلى جنب بعضها البعض وفي عرض واحد.

ومن الواضح التالي: أن الكفر إذا استطاع أن ينفذ هذه الأساليب، فإنه سيحقق بغيته من إطفاء الشعلة العقائدية، أو إفراغها من محتواها الثوري، وهذا يعني فناء الشخصية الإسلامية، وتمهيد السبيل لتحقيق حلم القوى الثلاثة الحاقدة الجشعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>