للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يقول: (أظن أننا بعد هذا لسنا بحاجه إلى الرد على الأستاذ دى بوى، فلقد رأينا بوضوح أن القرآن جاء للمسلمين بدين وبنظريات، وبأحكام وبعقائد) ، ولا شك أن الأمام الرازى كان أصدق رأيا وأعمق غورا إذ يقول معبرا عن الحقيقة: (إن الآيات الوارده في الأحكام الشرعيه أقل من ستمائة آيه، وأما البواقى ففى بيان التوحيد والنبوة والرد على عبدة الأوثان وأصناف المشركين) ، ويقول: (وأما محمد علية الصلاة والسلام فإشتغاله بالدلائل على التوحيد والنبوة والمعاد أظهر من أن يحتاج فيه إلى التطويل، ولم يرفع الرسول صلى الله عليه وسلم إلا وقد أكمل الله دينه، وأتم نعمته على المسلمين) ، {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (١)

(لقد أكمل الله للمسلمين الإيمان فلا يحتاجون إلى زيادة أبداوقد أتمه عز وجل فلا ينقصه أبدا وقد رضية فلا يسخطه أبدا) (٢)

فدين هذا شأنه من الكمال والتمام ماذا ينقصه؟ لقد صحح العقائد التي أفسدتها الأمم السابقه، وقوم الشرائع التي إنحرفت عنها الأمم السابقه. وهدى الفطرة إلى أصلها الإلهى بعد أن أفسدتها القوانين والفلسفات الوضيعه، ووضع نظاما للعبادة ونظاما للمال، ونظاما للأسرة، ونظاما للعقوبات، ونظما للسياسة والإجتماع، والعلاقات الدولية والحرب والسلام وحتى نستطيع أن نقول بكل تأكيد وثقة، ولا تحتاج البشرية إلى شيء بقدر حاجتها إلى الإسلام، وإذا أخذت به فلن تحتاج إلى شيء آخر.


(١) سورة المائدة: الآية ٣
(٢) القرآن والنبى: ص٩٨-١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>