للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما لا ينكر أنه لم يواجه دين من الأديان ولا عيقدة من العقائد مثل ما واجه الإسلام من تحديات , فقد واجه الإسلام منذ فجر تاريخه تحديات عنيدة من مخالفيه، فقد واجه المشركين في مكة، واليهود في المدينة، ثم لما فتحت الأمصار وانتشر الإسلام فيها واجهت الثقافة الإسلامية أفكارًا شعوبية إلحادية وفلسفات وثنية كالفلسفات الفارسية، واليونانية والهندية، وغيرها, ولكن الإسلام ثبت أمام هذه التحديات وانتصر عليها , فقد كان المجتمع الإسلامي آنذاك يعى الإسلام وعيًا كاملًا.

ويدرك أخطار الأفكار والاتجاهات التي كان يطرحها الفلاسفة والزنادقة, وما تحمله من شبهات، وهى في جملتها تعمل على نقل الفكر من مجال أصالة الفطرة ومنطق العقل الصحيح وطريق التوحيد وطابع الإيمان إلى مجال الإلحاد والإباحية.

غير أن المجتمع تصدى لهم، وأخذ يكشف زيفهم، ويبين ما أنطوت عليه قلوبهم من كيد، ولم تستطع أن تنال من الإسلام عبر العصور،

على أن أخطر هذه التحديات هي تلك التي تواجهها المجتمعات الإسلامية اليوم، وهى تحديات تتمثل بالمواجهة السافرة حينًا، والمستترة أحيانًا، هذا التحدى الذي يتمثل حاليًا بالغزو الفكرى الغربى (١)


(١) عز الدين الخطيب التميمى وآخرين: نظرات في الثقافة الإسلامية، ص٣١ دار الفرقان، عمان، ١٤٠٤هـ، ١٩٨٤م الأردن.

<<  <  ج: ص:  >  >>