للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولاشك أن العداء الصليبي للإسلام هو الدافع الأساسي والأصيل للغزو الفكري الذي تسلط على مجتمعات الأمة الإسلامية، ونجد أن هذا العداء أخذ (شكل السعار الوبائي لدى الأمم الغربية (الصليبية) فأخذوا مستميتين يوزعون السموم ذات اليمين وذات الشمال، ويفترون الأكاذيب، ويطمسون الحقائق، ويدبرون المكائد، ويتصيدون السقطات، ثم يدخلون في روع أنفسهم وبني جلدتهم أنهم أرقى عنصرًا، وأفضل عقلًا، وأفلح دينًا، وأنهم أوصياء على البشرية وسادة الإنسانية وهداتها ومرشدوها) (١) .

وقال (وليم غيفورد بلغراف) الإنجليزي المسمى بالحرباء: الكلمة المشهورة التي يلخص فيها عداء الغربيين للإسلام: (متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا أن نرى العربي يندرج في سبيل الحضارة، التي لم يبعده عنها إلَّا محمد وكتابه) (٢)

(وجلادستون) رئيس وزراء بريطانيا يقول: (مادام القرآن موجودًا فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان) (٣) .

ويرى غاردنر: (أن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف أوروبا) (٤) .

ويوضح هذا العداء ويذكر بعض أسبابه المستشرق بيكر، فيقول: (إن هناك عداء من النصرانية للإسلام، بسبب أن الإسلام عندما انتشر في العصور الوسطى، أقام سدًّا منيعًا في وجه الاستعمار وانتشار النصرانية، ثم امتد إلى البلاد التي كانت خاضعة لصولجانها) (٥) .


(١) الدكتور توفيق يوسف الواعي، الحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارة الغربية: ص ٧٠٤، ٧٠٥
(٢) انظر: الدكتور توفيق يوسف الواعي، الحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارة الغربية
(٣) نادية شريف العمري، أضواء على الثقافة الإسلامية: ص ١٦٧
(٤) عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، أجنحة المكر الثلاثة: ص ١٣، طبعة بيروت دار القلم ١٩٧٧
(٥) انظر: عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، أجنحة المكر الثلاثة: ص ٧٠٥ وانظر: عمر فروخ والخالدي , التبشير والاستعمار ص١٨٤ , طبعة المكتبة العصرية بيروت

<<  <  ج: ص:  >  >>