للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول في هذا المعني (لورانس براون) : (إن الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام وفي قدرته على التوسع والإخضاع، وفي حيويته إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الغربي) (١) ثم بين (لورانس براون) : أن خطر المسلمين هو الخطر العالمي الوحيد في هذا العصر، الذي يجب أن تجتمع له القوى، وتجيش له الجيوش، وتلتفت إليه الأنظار، فيقول حاكيًا أراء المبشرين: (إن القضية الإسلامية تختلف عن القضية اليهودية، إن المسلمين يختلفون عن اليهود في دينهم، إنه دين دعوة، إن الإسلام ينتشر بين النصارى أنفسهم وبين غير النصارى، ثم إن المسلمين كان لهم كفاح طويل في أوروبا، فأخضعوها في مناسبات كثيرة، على أن الفرق الأساسي بين المسلمين واليهود – كما يراه المبشرون – هو أن المسلمين لم يكونوا يومًا ما أقلية موطوءة بالأقدام) .. ثم يقول: (إننا من أجل ذلك نرى المبشرين ينصرون اليهود على المسلمين في فلسطين، لقد كنا نُخوَّف من قبل بالخطر اليهودي، والخطر الأصفر (باليابان وتزعمها على الصين) وبالخطر البلشفي، إلَّا أن هذا التخويف كله لم يتفق (لم نجده ولم يتحقق) كما تخيلناه، إننا وجدنا اليهود أصدقاء لنا، وعلى هذا يكون كل مُضطَهِد لهم (٢) عدونا الألد، ثم رأينا البلاشفة حلفاء لنا، أما الشعوب الصفر، فإن هناك دولًا ديمقراطية كبيرة تتكفل بمقاومتها، ولكن الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام) (٣) .


(١) عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، أجنحة المكر الثلاثة: ص ٧٠٥. وانظر عمر فروخ والخالدي، التبشير والاستعمار: ص ١٨٤، طبعة المكتبة العصرية بيروت.
(٢) الواقع أن اليهود لا يضطهدهم المسلمون، ولكنهم هم الذين يضطهدون المسلمين ويتآمرون عليهم
(٣) انظر: الدكتور توفيق يوسف الواعي، الحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارة الغربية: ص ٧٠٦، وانظر عمر فروخ والخالدي، التبشير والاستعمار: ص ١٨٤

<<  <  ج: ص:  >  >>