ومنهج نقد الاستشراق في مجال العقيدة الإسلامية وغيرها مما تناوله الاستشراق لابد وأن يقوم من وجهة نظرنا على الأصول الأساسية التالية:
أولا: استيعاب شامل للإنتاج الاستشراقي في مختلف المجالات الإسلامية، وهذا الاستيعاب لابد منه، ومن حق الأمة الإسلامية، أن يعرف أبناؤه ما يقوله الآخرون عنها، في عقائدها وغير عقائدها، ليكون أبناء الأمة على بينة مما يقوله - أو يتقوله - هؤلاء المستشرقون.. ويلزم هذا الاستيعاب الشامل تحقيق الأمور التالية:
١- القيام بحصر شامل لكتاب المستشرقين في المجالات المختلفة في القرنين التاسع عشر والعشرين بصفة أساسية باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية والإيطالية والروسية , ويشمل هذا الحصر الكتب والمجلات والدوريات.
والقيام بعملية حصر هذه الأعمال الاستشراقية يحتاج إلى خبراء وعلماء مسلمين متخصصين، ويحتاج إلى عدد من المساعدين في مجال كل لغة نأخذ منها.
٢- لابد من توفير كل الأعمال الاستشراقية، المشار إليها، عن طريق الشراء، إذا كانت متوفرة، أو عن طريق التصوير إذ لم يمكن شراؤها، وتشكل هذه الأعمال مكتبة استشراقية تكون تحت أيدي الخبراء والعلماء.
٣- يقوم جهاز متعاون من الخبراء في اللغات المختلفة بتحضير المادة وتصنيف الموضوعات، وضم المادة التي يتكرر الحديث عنها في لغات مختلفة تحت موضوع واحد.
٤- تقدم المادة للعلماء الذين سيقومون بإعداد النقود العلمية، ويراعى عند تقديم المادة للعلماء أن تترجم لهم الأفكار الأساسية للقضايا المعروضة، ليكون عند العلماء تصور شامل لكل ما قيل حول القضية المطروحة، وحتى يغطي التناول للموضوع وجهات النظر التي قيلت فيه (١) .
٥- تذكر مع المادة التي تقدم للعلماء أسماء المستشرقين الذين تناولوها وأزمنتهم وبيئاتهم، والدوافع وراء مقولاتهم.
(١) الدكتور محمود حمدي زقزوق، الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري: ص ١٣٤، بتصرف وإضافة واختصار