للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثًا: نقد الأخطاء التي وقع فيها المستشرقون في مجال الإسلاميات , وعملية نقد هذه الأخطاء والمزاعم تقتضي منا عرض الشبهات والمقولات، ونقدها نقدًا علميًّا بعيدًا عن النزعات الهجومية حتى يكون لهذا العمل العلمي أثره الإيجابي لدى المثقفين من المسلمين وغير المسلمين.. وحتى يكون كذلك دافعًا للمستشرقين إلى إعادة النظر في أقوالهم وعونًا لهم على تصحيح اتجاهاتهم، وفي النهاية يكون هذا العمل بمثابة تعريف بالإسلام، لكل راغب في التعرف عليه (١) .

ولا يخفى أن العمل العلمي القائم على النقد السليم يحمل العمل البنائي الذي يأخذ بالناس جميعًا إلى العلم والمعرفة، والعملية النقدية الهادفة جديرة بالممارسة والمتابعة لإثراء الفكر الإنساني بكل حق وبكل مفيد.

والنقد المطلوب لشبهات وأخطاء المستشرقين لابد وأن يتجاوز الدفاع المتشنج إزاء كل ما طرحه أولئك الذين تخصصوا في الاستشراق.

رابعًا: إبراز ما ردده بعض المستشرقين في نقدهم لمستشرقين آخرين، فإن هذه النقود العلمية التي ذكرها المستشرقون لها دلائلها، وقد تكون أبلغ في باب النقد والتصدي والمواجهة، وما أكثر ما جاء عن المستشرقين في باب النقد، إن ما ذكره بعض المستشرقين في هذا الباب، يشكل ثروة مفيدة، وليس من الكياسة أن نبتعد عن المنصفين.

خامسًا: إثبات أن المصادر التي اعتمد عليها رجال الاستشراق غير أصيلة في الموضوع, وقد رأى الباحثون أن المستشرقين قد يرجعون إلى آراء مستشرقين سابقين قد أعماهم التعصب فنفثوا سمومهم فيما كتبوه، وبعضهم يرجع إلى مصادر لا تتصل بالعقيدة الإسلامية من قريب أو بعيد، وبعضهم يعتمد على كتاب ألف ليلة وليلة, وكليلة ودمنة، وغيرهما من الكتب التي تجري مجراهما.


(١) الدكتور محمود حمدي زقزوق، الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري: ص ١٣٢

<<  <  ج: ص:  >  >>