للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونذكر من تلك الأعمال ما يلي:

١- أن يصاحب النقود التي توجه للاستشراق عمل موسوعة الرد على المستشرقين، وموسوعة الرد شاملة لكل ما تناوله الاستشراق، وفي هذا يقول الدكتور محمود حمدي زقزوق: (إن المواجهة الفكرية الجادة هي الطريق الصحيح لمواجهة أية تيارات مناوئة للإسلام والمسلمين، ومن أجل ذلك ينبغي أن ننظر إلى حركة الاستشراق بكل جدية، ونأخذ في الحسبان أن لها آثارًا كبيرة على قطاعات عريضة من المثقفين في العالم الإسلامي في العالم الغربي على السواء، ولهذا لابد من التوفر على دراسة الاستشراق دراسة عميقة، ولما كان الفكر الاستشراقي مكتوبًا بشتى اللغات الحية ومنتشرًا انتشارًا واسعًا على مستوى عالمي، فمواجهته لابد أن تكون على المستوى العالمي نفسه) (١) .

وقد دعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وفي القاهرة في نهاية عام ١٩٧٩ م إلى ندوة لمناقشة موضوع إعداد (موسوعة للرد على المستشرقين) وقد حضر الندوة عدد يزيد على عشرين من العلماء والمفكرين المهتمين بهذا الموضوع، وقد أعدت التقارير وقضي الأمر ونامت الفكرة. (٢)

ولا يفوت الباحث أن يذكر أن (موسوعة الرد على المستشرقين) تختلف عن (منهج نقد الاستشراق في مجال العقيدة والسنة وغيرهما) لأن الموسوعة شاملة للفكر الإسلامي.

٢- لابد من عمل دائرة معارف إسلامية، يقوم بعملها العلماء المسلمون (مشروع إصدار دائرة معارف إسلامية) من بين الأولويات العلمية الملحة، فلا يجوز أن نظل نقتات فكريًّّا من دائرة المعارف الإسلامية التي قام بإعدادها المستشرقون قبل الحرب العالمية الثانية؛ فقد تجاوزها المستشرقون وانتهوا منذ بضع سنوات من إصدار دائرة معارف إسلامية جديدة، وواجبنا نحن المسلمين أن نقوم بإصدار دائرة معارف إسلامية باللغة العربية واللغات الأوروبية تكون على الأقل في مستوي دائرة المعارف الإسلامية في شتى فروع الدراسات الإسلامية والعربية إلى المسلمين وغير المسلمين على السواء. (٣)


(١) الدكتور محمود حمدي زقزوق، الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري: ص ١٣١
(٢) الدكتور محمود حمدي زقزوق، الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري: ص١٣١
(٣) المصدر السابق: ص١٤٢

<<  <  ج: ص:  >  >>