وقد لا يكون المرء مجانبًا للصواب إذا عرف أن تقاعس المسلمين حتى اليوم عن عمل (دائرة معارف إسلامية) يدل على الضعف، الذي يدب في النفوس، وأن مؤتمرات العلماء المسلمين، وقراراتهم تمثل مظاهرة صاخبة هاجت وماجت ثم نامت.. إن مشكلتنا أننا نتكلم أكثر مما نعمل، وإن شئت فقل: إننا نتكلم ولا نعمل.
ومهمتنا لنواجه الاستشراق أن نعمل على إصدار عدة موسوعات ودوائر معارف في التاريخ والعقائد والأدب والأخلاق والفقه والحديث ومختلف العلوم والفنون؛ لأن المعركة فكرية قوامها انتشار الكلمة.
٣- من الضروري لمؤازرة منهج نقد الاستشراق في الأمور التي خاض فيها أن تكون هناك دوريات ومجلات ونشرات بمختلف اللغات تتناول ما يتصل بمواجهة الاستشراق لمحاصرة الفكر الاستشراقي، وصد هجومه والوقوف أمام زحفه.
٤- من الضروري لنجاح التصدي لسوء ما جاء عن بعض المستشرقين أن تكون هناك مؤسسات علمية وأكاديمية ودعوية، ترعى شؤون النقد والمواجهة وإعداد الدوريات والمجلات والمؤتمرات.
وفي إمكان الأمة الإسلامية أن تُوجِد الهيئات العلمية العالمية، وتهيئ الأجواء المناسبة التي تكفل نجاح المواجهة، والتصدي للزحف الاستشراقي، وذلك أن أمتنا الإسلامية حباها الله سبحانه وتعالى بأعظم النعم، كما بها من الجامعات ما يمكن من وجود آلاف العلماء المتخصصين في مختلف العلوم والفنون..