للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيًا: مواجهة التبشير:

كلمة (التبشير) من الكلمات التي أطلقت على المنظمات الدينية النصرانية التي تستهدف نشر الديانة النصرانية في المجتمعات الإسلامية والوثنية والإلحادية.

ومما يجدر أن نعرفه أن البعض من الدارسين والباحثين يستعملون في بحوثهم التي تتصل بنشر النصرانية كلمة (التنصير) بدلًا من كلمة (التبشير) ؛ لأن كلمة التبشير في المعاجم تعني: الخبر الذي يفيد السرور، والبعض الآخر يستعملون كلمة (التبشير) لأن كلمة التبشير هي لسانهم وعقيدتهم، ونحن نستعمل في بحوثنا كلمة الاستعمار والشيوعية والاشتراكية والعلمانية والديمقراطية كما ذكرها أصحابها، ولا مانع أن نذكر كلمة التبشير كما جاءت.

والتبشير – كما تذكره الموسوعات – حركة دينية سياسية استعمارية بدأت بالظهور إثر فشل الحروب الصليبية بغية نشر النصرانية في الأمم المختلفة في دول العالم الثالث بعامة, وبين المسلمين بخاصة، بهدف إحكام السيطرة على هذه الشعوب.

ويعتبر المبشر (ريمون لول) أول نصراني يتولى التبشير بعد فشل الحروب الصليبية في مهمتها، إذ أنه قد تعلم اللغة العربية بكل مشقة، وأخذ يجول في بلاد الشام مناقشًا علماء المسلمين، ومنذ القرن الخامس عشر الميلادي وأثناء الاكتشافات البرتغالية دخل المبشرون الكاثوليك إلى إفريقيا، وبعد ذلك بكثير أخذت ترد الإرساليات التبشيرية البروتستانتية إنجليزية وألمانية وفرنسية.

وقد اهتمت الكنيسة بتوجيه الجهود إلى التبشير في المجتمعات الإسلامية، تريد أن تقتلع الإسلام من نفوس المسلمين، أو تبعد المسلمين عن الإسلام حتى يمكن أن يعتز الإنسان بالقومية أو الحزبية أو الاشتراكية، أو ما جرى مجرى هذا دون أن يفكر في الإسلام.

ويكاد يجمع المبشرون فيما بينهم على أن القوة التي تخيف أوروبا وأمريكا هي قوة الإسلام والمسلمين، ولذا يعمل التبشير بكل ما يملك على تمزيق الأمة الإسلامية، ويصرح المبشر لورانس براون: بالهدف الحقيقي للمبشرين من عملهم في بلاد المسلمين فيقول: (إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن أن يصحبوا لعنة على العالم وخطرًا، أو أمكن أن يصبحوا أيضًا نقمة له، أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير) .

<<  <  ج: ص:  >  >>