وهكذا نرى كيف مكن الغزاة لهذه الفئات الممسوخة بعد أن أجروا لها عملية غسيل المخ وفرغوها تمامًا من محتواها الفكري والحضاري القائم على عقيدة الإسلام، ووكلوا إليهم عملية التخريب الداخلي للنخر في جسم أمة الإسلام كالسوس. فهم يحاولون وبكل إلحاح نزع أو على الأقل زعزعة عقيدة الإسلام من قلوب الشباب في المدارس والجامعات والأندية، ويبثون في كافة وسائل الإعلام والتثقيف المختلفة، ويتولون التوجيه فيها ويقومون بعملهم هذا بلا كلل ولا ملل، وبدعم تام من الغزاة وأذنابهم في المجتمعات الإسلامية.
وسائل التوجيه في أيدي أعداء الإسلام:
ومن المحزن أن نرى كل وسائل التوجيه في العالم الإسلامي في أيدي هؤلاء المخربين، ولا يتولاها إلا من أقام فترة في أوروبا أو في أمريكا، أو أثبت أنه خادم أمين لقوى الشر التي تعمل ضد الإسلام. فهؤلاء وحدهم القادرون على التخطيط والتوجيه وإدارة المؤسسات التربوية والتوجيهية والفنية، وهم المتحضرون، أما نحن المسلمين فلا نبلغ كعب هؤلاء العمالقة خدام الغرب، حتى في لغة القرآن وتربية الإسلام مركب نقص خطير وإحساس بالدون يعصف بالمسلمين!! ...
فقد وصل تأثير الفكر العربي بهم أن فقدوا الثقة بأنفسهم، وإذا فقد الإنسان الثقة في نفسه ضاعت منه القدرة على العمل الجاد والمبدع، وعاد خاملًا لا تسمو به نفسه إلا لتقليد غيره والعيش على جهود الآخرين، وأما أن يشعر بأن الذي عمل وأبدع، وكد وأنتج، وثابر واخترع، معتمدًا على ما أنعم الله به عليه من قوى فاعلة ليس إلا بشرًا فغير وارد لما أصابه من تحطيم وإحباط.