للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قضايا العصر ذات الأثر الخبيث: العلمانية:

العلمانية (Le Iairisme) من الأيديولوجيات التي يحيطها الغموض لدى الكثير من المطبلين لها، فأغلبهم يتخبط فيها من غير معرفة لحقيقة الهدف، يسير في الركب لا لشيء إلا لأن الغرب نادى بها , وكنت دائما ألتمس من أدعياء المعرفة أن يكشفوا لي حقيقتها ... وقد جرى حوار بيني وبين شخصية إسلامية كانت تتولى منصبًا إسلاميًّا ساميا. قلت للمسؤول الإسلامي ذي الثقافة الغربية: إن كثيرًا من دول العالم الإسلامي تقول: إنها ديمقراطية علمانية. والمفهوم السائر للديمقراطية (حكم أغلبية الشعب) فكيف تبرر ذلك في بلد قد تصل نسبة المسلمين فيه إلى القريب من مائة في المائة؟ بينما معنى لائك، الذي ترجم تضليلًا في اللغة العربية ـ بعلماني لا دينى ـ فكيف يكون الإنسان دينيًّا ولا دينيًّا في آن واحد؟ ولم أقتنع بما قاله ذلك السيد، ومن ضمنه القول بأن (دولة لائك) يعنى أن كل إنسان في البلد الذي تحكمه هذه الدولة حر في اعتناق ما يراه من دين. فقلت: ولو كانت أغلبية الشعب لا توافق على هذا المبدأ، فأين إذن مفهوم الديمقراطيه؟ أولا يكون هذا عين الدكتاتورية؟.

إن مسألة (علمانية الدولة) مسألة خطيرة يترتب عليها كثير من المضار في المجتمع الإسلامي، وأن مضارها ومنافعها ـ إذا كان فيها منافع ـ يجب أن تكون معلومة واضحة لدى الشعب، وأن تكون أهم نقطه بارزة في أي نظام سياسي في بلد إسلامي وذلك قبل نظام الحكم: ملكي، جمهوري، وبعد شرحها بوضوح من كل جوانبها، وإجراء الاستفتاء، وأختارها الشعب من غير تزوير لإرادته. فليعلم الجميع أنهم باختيار العلمانية قد انحرفوا عن الإسلام. فلا يمكن لإنسان أن يكون دينيًّا ولا دينيًّا في آن واحد.

هذا وقد ترجمت كلمة (Laique Laicism) إلى العربية بخبث واضح مثل ما ترجمت كلمة (Colonisation) باستعمار تضليلًا بينما معناها الاحتلال والاستعمار والاستذلال. وذلك لهدف إيقاع الناس في الشرك وخاصة المسلم إذ تقع عينه أول وهلة، ويخطف فهمه- وهو خالي الذهن- كلمة علم، والعلم عنده جذاب مغر إذ أول سورة نزلت في كتابه الذي يقدسه، تشمل على: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>