للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انظروا قول زويمر السابق: (لقد قبضنا أيها الأخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية، وإنكم أعددتم نشئًا في ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقًا لما أراده الاستعمار المسيحي ... ) !

أي شهادة من هذا الداعية الخطير الذي لم يتعلثم في أن يقول للأغبياء والبلداء والأغرار والمنبهرين بحضارة الغرب والمخدوعين بحلاوة وطلاوة أحاديث المبشرين، وخاصة للذين يحاولون الفرق بين التبشير والاستعمار يقول لهم: هذا ما نخطط له، هذا ما نريده، نريد أن نحطمكم طبقا لما أراده لكم الاستعمار المسيحي!

إذا كان زويمر يكشف هذه الخطط، ويؤكد نجاحها سنه ١٩٣٥م, وإذا كان يقول بفخر ما قاله فماذا عسى أن يقوله الآن يا ترى!!!

أنني لا أريد الاسترسال في التعليق على هذا التصريح الخطير, وفي الواقع لا يحتاج إلى تعليق، فوضوحه أغناه ... وقد أثبتت أحداث التاريخ ما تباهي به زويمر، وبنظره عامة نجد كثيرًا من أبناء المسلمين يكيدون للإسلام وينفذون خطط زويمر ويضطهدون كل داع إلى الإسلام. فكأن بعض الناس لم يعد لديهم عمل إلا ملاحقه الإسلام، ومحاولة مسخه، وخلق دين مرقع لا يمت إلى الإسلام بصله، دين مقبور في المساجد، مقطوع الصلة بالحياة، وبالمجتمع، وبشؤون الناس اليومية.

فليفعلوا ما يحلوا لهم، وليشكلوا ما يتصورونه دينًا يلهون به، ويظنون أنهم يخادعون المسلم، وما يخادعون إلا أنفسهم وهم لا يشعرون، فليفعلوا ما يريدون ولينفذوا رغبات الأسياد، وسيبقى الإسلام بخير بإذن الله ويبقى الخلط والضباب والظلمة في أذهان أعدائه.

<<  <  ج: ص:  >  >>