هذا وقد لاحظنا أن اللغة العربية نمت وانتشرت مع الإسلام، ولا زالت تنمو وتنتشر وتصعد مع دين الحق، وأنها تدرس الآن في كل أنحاء العالم، وخاصة حيث توجد مجتمعات إسلامية , وفي إفريقية مثلًا تنتشر المدارس العربية وتنتشر الكتاتيب وحلقات الدروس الدينية في البوادي والقرى وحتى في المدن التي طغت ثقافة الغرب الغازية وتدريس اللغات الاستعماريه وخاصة الفرنسية والإنجليزية. وتبذل الدول الاستعمارية جهودًا جبارة لنشر لغاتها وثقافتها وفكرها وحضارتها، فبجانب المساعدات المالية الضخمة، تُقدم الكتب والأدوات المدرسية على حسابها، وتُقدم المنح للمعلمين، وتتولى التدريب على جميع المستويات.
وأما اللغة العربية ومدارسها ومناهجها فإنها لا تتلقى إلا الشحيح الضنك من المساعدات , وتتساوى في هذا المدارس العربية الحكومية والمدارس الخاصة.
وكان من المتوقع أن تقوم الدول الإسلامية ذات الإمكانيات الفنية والمادية واللغوية التي تهتم باللغة العربية وفكرها وثقافتها، وبالقرآن الكريم والسنة النبوية، وبالدين الإسلامي، بواجب المساعدة للدول الأخرى الإسلامية في هذا المجال وتشجيعها في توسيع الدراسات الإسلامية واللغة العربية ما دامت هذه الدول مستعدة للمضي هذا المجال.
وأعود لأقول: إن اللغة العربية بوصفها لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفه، لغة كل مسلم, وانطلاقًا من هذا فحمايتها والدفاع عنها ونشرها واجب المسلمين جميعًا.