للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهناك شعوب تنبش عن لغاتها بعد أن احتوتها الرموس أو كادت وتحاول نفخ الروح فيها من جديد، والمثال أمام أعيننا في اللغة العبرية التي فُرض تعليمها وتعلمها.. وأما نحن المسلمين فقد أهملنا لغة القرآن الكريم رغم ارتباطها العضوي بكتاب الله وسنة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) وبتراثنا الفكري والحضاري , ورغم حيويتها وثرائها وجمالها وطواعيتها للتعبير وسلاستها، انهزام فكرى في كل شيء حتى في أشياء كان من الواجب ومن العادة ارتباطها بالمحيط البيئي كأسماء الشوارع والطرق، فكثير منها في الدول الإسلامية يحمل أسماء استعمارية، والكتابة عليها بالحروف اللاتينية وحتى في البلاد التي لا تزال تستعمل العربية وتدعى أنها تنتمي إلى أرومتها, وقد زرت بعض الدول الأوربية فلم أر في يوم من الأيام بلدًا كتب أسماء الشوارع بالحروف العربية.

فإذا انهزم الإنسان فكريًّا تغير منطقه، وتغيرت رؤيته للأشياء وفقد إحساسه بالكرامة فيصير ميتًا في عداد الأحياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>