للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنحن المسلمين, نحن المؤمنين بالله الحقيقة الأزلية الخالدة، علينا أن نعود إلى ديننا الحنيف، دين القيم، ففيه صلاح دنيانا وصلاح آخرتنا، وفيه حماية شخصيتنا المتميزة، وفيه وحدتنا التي هي قوتنا. فقد جعل الله رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم نهاية الرسالات، وجعل شريعته باقية بقاء الإنسان على الأرض، وجعل أسسها صالحة لمواجهة ما استجد ويستجد من تعقيدات حياة البشر، ونموها الحضاري، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتعمر الأرض بالعدل والعمل الصالح، وجعلها وسطًا لتكون شاهدة على الناس.

أمة كهذه لديها القرآن الكريم والسنة المطهرة والتراث العظيم الذي قام صراحة على الإسلام، وازدهرت حضارتها واتسع فكرها، وسمت أخلاقها. أمة هذه صفتها, وهذه رسالتها، فهل يجوز لها أن تتخلى عن هذا؟! تتخلى عن عقيدتها، تتخلى عن قرآنها، تتخلى عن سنة نبيها، تتخلى عن شريعتها، تتخلى عن حضارتها وعن مثلها، تتخلى عن رسالتها تابعة ذليلة منهزمة أمام حضارة مادية فرغت الإنسان من كل معنى وسلبته كرامته بعد أن كرمه الله؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>