للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد حاول الباحثون من علماء النفس والاجتماع تعليل هذه الظاهرة. فهذا أرمسترونج يخاطبنا قائلًا: (قد تحس بالحرج إذا اعترفت بأنك تعيش في عالم مجنون بالجنس. فالأدب مترع بالجنس، لكن أي نوع من الجنس؟ لقد أصبحت أكشاك بيع الصحف والمجلات مجموعات ملونة من الجنس الساقط، إنها عناوين صارخة كصرخات الخيانة والجريمة الشذوذ والسادية والإيدز. ثم ما هي المواضيع التي يقرأها الأزواج باستمرار؟ ما هي برامج التي يشاهدونها من خلال شاشة التلفزيون؟ ما نوع الأفلام التي تعرضها لهم دور السينما؟ ما المجلات، ما الروايات، ما النكات التي تحشى بها عقولهم؟ الجواب في منتهى البساطة، أنه الجنس.. الجنس القذر، الشاذ، ... السابق للزواج، العفن والنجس ... صدِّق ما يحلو لك.. إن أهم عوامل المشاجرات والقتال التي تعصف بحياة الأزواج ... تنحدر بهم إلى درك الطلاق، هي ذلك الغذاء المستمر بالجنس والعنف) .

الشهادة الثانية: تلك التي أدلت بها الصحف الإنجليزي الصادرة في السبعينات: لقد اجتاحت إنجلترا عاصفة عاتية من الطلاق الذي ارتفعت نسبته بحيث سجلت حالة طلاق مقابل كل ثلاث زيجات ... وتكلمت لغة الأرقام فأكدت بأن سنة ١٩٧١م قد شهدت ٦٢٥ألف أسرة يرعاها أحد الوالدين فقط. ولقد أجمع الباحثون على أنه في كل ثمانية أطفال أمريكيين يعثر على طفل ضحية لشذوذ جنسي من طرف ذوى رحمه ... وتتراوح نسبة العائلات التي تتعرض فيها البنت إلى هذه الجريمة الشنعاء بين ١٠ % إلى ٤٠ % من العائلات الأمريكية. يتراوح عدد الأمريكيين الذين يمارسون هذه الفاحشة بين ١٠ إلى ٣٠ مليونًا، أي خمس أو ست أسر أمريكية توجد عائله ترتكب هذه المنكرات.

والغريب أن هناك جمعية تسمى نفسها (جمعية مناصرة مضاجعة المحارم) أعضاؤها باحثون مشهورون في مختلف الأكاديميات الأمريكية ... وعلَّلوا هذه الظاهرة بفقدان الحنان الذي قوض أركان البيت الأمريكي ... قائلين بأن إدانتها من قبيل الخرافات الخلقية , وأكدوا بأنه آن الآوان أن ننظر إلى مضاجعة المحارم لا باعتبارها انحرافًا خلقيًّا، ولا على أنها من أعراض الاختلالات العقلية.

تقرير وزارة الشؤون الاجتماعية بهولندا: (توجد من بين ثلاث نساء امرأة قد اعتدى عليها جنسيًّا قبل ١٦ من عمرها والذي ارتكب هذه الجريمة معها أحد محارمها: الأب أو الجد أو العم أو الخال أو الأخ. نسبة اللائى وقعن في براثن هذه الوحوش الكاسرة امرأة من كل خمس نساء) .

شهادة كارمين فانتيميقليا، العالم الاجتماعي الإيطالي: (لقد أحصى خلال سنة واحدة ٩٠ حالة من حالات مضاجعة المحارم من مجموعة ٥١٣ حالة اعتداء من هذا النوع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>