للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيف الخروج من المأزق؟

سؤال موجه إلى كل مؤمن بالله إيمان مخلص ...

أيها الأخ في الله إن التحديات الخطيرة التي تواجه الإسلام وفكره وثقافته وتاريخه وحضارته ماثلة للعين، بل يعيش المسلمون اليوم آثارها السيئة، وهذه التحديات والمؤامرات تأتى من كل مكان، وبأشكال مختلفة. تأتى من الخارج في شكل إعلام مسعور وفكر منحل هابط ملحد، وضغوط سياسية وحصار اقتصادي, وتهديدات عسكرية، وتجويع مقصود، ومعونات مشروطة , وقروض لا تفتأ تثبت حالة الفقر وتجعلها مزمنة لا تجد الدولة وسيلة للفكاك من أسرها , وهذه الصورة القاتمة نتيجة الغزو العسكري ثم الغزو الفكري الذي يجرى في كل شرايين الحياة في المجتمعات الإسلامية.

وطريق العلاج تستند أولًا إلى تشخيص المرض، والمرض قد شخص فعلينا إذن أن نبحث حتى نكون مجتمعًا إسلاميًّا مرتبطًا بدنيه الحنيف وبمثله وبحضارته. غير أن العلاج معقد لشعب العوامل التي أدت إلى الوضع السيئ الحاضر.

وإذا تأملنا العوامل التي وصلت بالمسلمين إلى ما وصلوا إليه من التفكك وفقدان الهوية حتى أصبحوا ضحية سهلة لكل مستغل من الخارج. وكل مخرب من الداخل. نجدها عوامل فكرية، وربما أن سلاح الفكر لا يقاومه إلا سلاح من جنسه، وبما أن أسس الفكر السليم متوفرة في ديننا، دين الحق، فلنعد إليها لتشييد مجتمع الإيمان والأخلاق والعلم والإخاء والتضامن. فالفكر الإسلامي قادر على تصحيح المسيرة وجعلها في الاتجاه السليم. وعامل العقيدة أساس الفكر الإسلامي. فالعقيدة هي الأساس الذي يقوم عليه فكرنا، وحضارتنا. وإذا تغلغلت هذه العقيدة في قلب الإنسان استولت على جميع كيانه. ووجهت تصرفاته، وأصبح قويًّا شجاعًا كريمًا لا يخاف إلا من الله الذي أبدعه وكرمه وفضله على كثير ممن خلق، وسخر له ما في السموات والأرض جميعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>