للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ـ آثار الغزو الفكري في التعليم:

لقد ترك الغزو الفكري أثارًا عصيبة في المجتمع الإسلامي في كافة نواحيه الثقافية والتعليمية والتشريعية والأخلاقية والاجتماعية.

وبذل المستشرقون والمبشرون كل ما في وسعهم وطاقتهم سائرين على الوسائل والطرق التي تحقق أهدافهم، فحاولوا استغلال حركات الإصلاح الإسلامية، يقول (كامفماير) المستشرق الألماني: إن الأب بانيرث المبشر الألماني يرى أن: حركة الإصلاح الإسلامي على النحو الذي يسير فيه الآن يجب أن تقابل من المسيحية الغربية بالتشجيع ,ويتساءل هذا المستشرق: هل يستطيع الإسلام أن يستعيد وحدته الداخلية في ظل التجزئة السياسية القائمة وتحت تأثير الآراء العصرية والعلوم الغربية؟

وهل سيكون الإسلام عند ذلك عدوًّا للغرب أم صديقًا وحليفًا، أم أن الإسلام في سبيله التي التفتت إلى وحدات قومية تعكس كل منها التأثيرات الأوروبية على طريقتها الخاصة وبأسلوبها المستقل؟

ويبرز الكاتب في إجابته على هذه الأسئلة ثلاث نقاط:

١- أهمية الكتلة العربية وخطورتها في نظره.

٢- أهم العوامل التي تستمد منها هذه الأمة وحدتها هي الاشتراكية في اللغة العربية الفصحى واشتراكها في العناية بالتراث الإسلامي القديم وتاريخه وآدابه.

٣- يتمنى أن يحدث في مصر ما حدث في تركيا من قطع كل صلة بالماضي الإسلامي واستبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية.

ويهتم الغربيون بأن يجرى التعليم في البلاد الإسلامية على الأسلوب الغربي والمبادئ الغربية والتفكير الغربي كوسيلة لفرنجة البلاد الإسلامية وتغريبها، يقول (جب) : هذا هو السبيل الوحيد فقد رأينا المراحل التي مر بها طبع التعليم بالطابع الغربي في العالم الإسلامي ومدى تأثيره على تفكير الزعماء المدنيين وقليل من الزعماء الدينيين (١) .

ومن أقوى الوسائل التي تمكن بها (الغزو الفكري) من الوصول إلى هدفه:

هي التربية والتعليم والثقافة الأجنبية، إذ بواسطة ذلك تم الاتصال بالمسلمين.. وقد دخل الغزو إلى العالم الإسلامي من باب يخيل إلى السطحيين من النَّاس أنه الباب الطبيعي، إذ حمل اسم العلم والمعرفة والتمدن، ومن يحارب ذلك إلا الجاهل الأحمق؟


(١) الغزو الفكري والتيارات الإسلامية المعادية للإسلام: ص ٤٨١

<<  <  ج: ص:  >  >>