للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن هذا الغزو الجديد بأشكاله هذه يمكن أن نشير إلى أهم انعكاساته أو أهم المؤشرات عليه:

أولًا: إن أي مجتمع إنساني لا يمكن أن يخلو من إجراءات العلمنة؛ إذ إن على الإنسان مهما بلغ من التقوى والورع لابد له أن يتعامل مع الحياة الدنيا من خلال منطلقاته المعرفية , من خلال قيمه وعقيدته، لكن التعامل مع الدنيا مهما يبلغ من حركة واتساع كان دائمًا بالنسبة للأديان السماوية بصفة خاصة كان دائمًا يتم داخل إطار يشير إلى مرجع من خارج الإنسان مرجع نهائي , ذلك هو الدين يرجع الناس إليه ليضبطوا حركتهم ويضعوا لها الضوابط، حركة الدنيوية أو العلمانية المعاصرة ترفض هذه المرجع تمامًا وتنفيه وتستبعده استبعادًا تامًّا, هذه نقطة أساسية، وعلى الرغم من أن الحضارة الغريبة في العصور الوسطى كانت حضارة دينية إلا تراث الغرب الهيليني والروماني كان يحوي داخله نزعة مادية قوية تسوي بين الجسد والروح وتوحد بينهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>