للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طرق الرخص وكيفياتها:

ثم اعلم أن لتخفيفات الشرع ورخصه طرقًا ذكرها الفقيه ابن نجيم – رحمه الله – وسماها أنواعًا، وهي سبعة أيضًا:

الأول: تخفيف إسقاط، كإسقاط العبادات عند وجود أعذارها.

والثاني: تخفيف تنقيص، كالقصر في السفر على القول بأن الأصل إتمام، وأما على قول من قال إن الأصل في الفرض ركعتان ونزيد ركعتان في الحضر، فلا تخفيف فيه إلا صورة.

والثالث: تخفيف إبدال، كإبدال الوضوء والغسل بالتيمم، وإبدال القيام في الصلاة بالقعود والاضطجاع، وإبدال الركوع والسجود بالإيماء، وإبدال الصيام بالإطعام.

والرابع: تخفيف تقديم، كالجمع بعرفات، وتقديم الزكاة على الحول، وزكاة الفطر في رمضان، وقبله على الصحيح بعد تملك النصاب في الأول ووجود الرأس بصفة المؤنة والولاية في الثاني.

والخامس: تخفيف تأخير، كالجمع بمزدلفة، وتأخير صوم رمضان للمريض والمسافر، وتأخير الصلاة عن وقتها في حق مشتغل بإنقاذ غريق ونحوه.

والسادس: تخفيف ترخيص، كصلاة المستجمر مع بقية النجو، وشرب الخمر للغصة.

والسابع: تخفيف تغيير، كتغيير نظم الصلاة للخوف (١) .

المشقة على ثلاث مراتب:

الأولى: مشقة عظيمة فادحة: كمشقة الخوف على النفوس أو الأطراف أو منافع الأعضاء، فهي موجبة للتخفيف والرخص. كما في الإكراه الملجئ، والاضطرار.

الثانية: متوسطة بين العظيمة والخفيفة، كمشقة مريض في رمضان يخاف من الصوم زيادة المرض، أو بطء البرء، فيجوز له الفطر، وهكذا في المرض المبيح للتيمم.

الثالثة: مشقة خفيفة، كمشقة البرد من الوضوء، ومشقة الصوم في شدة الحر وطول النهار لغير المريض والمسافر، وكأدنى وجع في إصبع، أو أدنى صداع في الرأس أو سوء مزاج خفيف، فهذه لا أثر لها ولا التفات إليها، لأن تحصيل مصالح العبادات أولى من رفع مثل هذه المفسدة التي لا أثر لها (٢) .


(١) الأشباه والنظائر لابن نجيم – الفن الأول ص ١١٦ و ١١٧.
(٢) الأشباه والنظائر لابن نجيم – الفن الأول ص ١١٦. بتصرف وزيادة واختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>