ولا يجوز الإجهاض بعد نفخ الروح إلا إذا كان استمرار الحمل سيؤدي إلى قتل المرأة الحامل، وآنذاك تقدم حياتها على حياته. وهو ما قررته الفتاوى المجمعية والفردية لكثير من أجلة الفقهاء في العصر الحديث.. وهذا الأمر مستبعد كل البعد في حالة الإصابة بالإيدز.
وما هو أكثر احتمالاً هو إصابة الجنين بالتشوهات عند تعاطي العقاقير لمعالجة الأمراض الانتهازية الشديدة أو ورم كابوسي التي تصيب مرضى الإيدز.. وإذا حدث مثل ذلك وتأكد فإنه يجوز إسقاط الجنين متى ما كان ذلك قبل نفخ الروح كما قرره المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي في دورته الثانية عشرة (١٥ –٢٢ رجب ١٤١٠ هـ / ١٠ – ١٧ فبراير ١٩٩٠م) بمكة المكرمة.
وللأسف فإن الأطباء حتى الآن لا يستطيعون أن يقرروا هل الجنين مصاب بفيروس الإيدز أم لا، وخاصة في الأشهر الأولى من الحمل، ويمكنهم معرفة ذلك في أواخر الحمل بأخذ دم الجنين وتحليله، ولكن الجنين يكون قد جاوز ١٢٠ يوماً بيقين، فلا فائدة من إجراء مثل ذلك الفحص؛ لأن الإجهاض بعد نفخ الروح يحرم قولاً واحداً عند الفقهاء (ما عدا حالة تعرض الحامل لخطر الموت بسبب استمرار الحمل) .
لهذا كله أرى المحافظة على هذا الجنين، وأن تجتنب أمه رضاعه إذا ثبت بالتحليل أنه لا يحمل فيروس الإيدز.. والألبان المجففة متوفرة بكثرة، وكثير من الأمهات يلقمن أولادهن القارورة بدلاً من الثدي حتى في الحالات العادية، فما بالك في هذه الحالة.
وعلى المجتمع أن يرعى هذا الطفل بتوفير احتياجاته إذا كانت الأسرة فقيرة، أو إذا ماتت الأم بسبب المرض.. وهو أمر عام غير خاص بالإيدز، بل يتجاوزه إلى كل أسرة فقيرة وإلى كل طفل يتيم.
هل يمنع الطفل المصاب بفيروس الإيدز من الالتحاق بالمدرسة؟
لقد قرر المختصون بالإيدز في منظمة الصحة العالمية وغيرهم أن الطفل الحامل لفيروس الإيدز والذي يتمتع بصحة جيدة ينبغي أن لا يمنع من الدراسة والالتحاق بالمدرسة. ومع هذا فينبغي الاعتراف بأن هناك خطراً محتملاً بعيداً، وهو أن يصاب مثل هذا الطفل أثناء اللعب مع أقرانه وزملائه، فإذا حاول زملاؤه إسعافه فإن دمه الملوث قد يقع على أيديهم وأجسامهم.. وذلك قد يسبب العدوى إذا كانت هناك شقوق أو سحجات ولو غير مرئية لدى الشخص المنقذ. لذا ينبغي الاحتراز حول هذه النقطة، وينبغي أن تعرف إدارة المدرسة أن هذا الطفل مصاب بفيروس الإيدز وبالتالي قد يكون مصدر خطر عند إصابته فيمنع من الرياضات العنيفة، وينبه الطلبة على عدم معاركته ومشاكسته بطريقة لا تثير الرعب.