للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل هذه الطرق المختلفة ستؤدي إلى تجارة الأجنة وليس ذلك مستغربا فتجارة بنوك المني والأرحام المستأجرة قائمة على قدم وساق في معظم دول أوروبا والولايات المتحدة وقد وافقت المجتمعات الغربية والقوانين والهيئات الدينية هناك على استخدامات بنوك المني، ولا تزال في جدل حول الأرحام المستأجرة والأجنة المجمدة، يعني استخدام بنوك المني لغير الزوج أو لغير الزوجة مباح هناك في الغرب، وحتى إباحته بالنسبة للمساحقات ويباح هناك في الغرب قانونيا ودينيا أصحاب اللاهوت لا يعترضون على ذلك، تأتي المرأة وتكتفي النساء بالنساء وتذهب وتأخذ إذا رغبت في الولد تأخذ منيا جاهزا من بنوك المني وتحمل وهذا حصل بالفعل في الولايات المتحدة، الآن حوالي ربع مليون طفل لا يعرف لهم أب أصلا، لأنهم أخذوا من بنوك المني هناك أيضا احتمال زيادة الأمراض التي تنتقل عبر المني إذا انتشرت هذه البنوك بأي شكل من الأشكال واحتمال زيادة التشوهات الخلقية حيث تتعرض الحيوانات المنوية والبويضات والأجنة المجمدة لتغيرات كثيرة حيث إنها تبقى فترة خارج بيئتها الطبيعية الفسيولوجية.

المشاكل الاجتماعية والقانونية العديدة الناتجة عن التلقيح الاصطناعي بنوعية الداخلي والخارجي كثيرة هناك مشكلة الأمهات المستعارات، أو الرحم المستعار، ومن تكون الأم أهي التي حملت وولدت أم صاحبة البويضة؟ ومن يكون الأب أهو صاحب المني أو زوج المرأة صاحبة البويضة أم زوج التي حملت وولدت؟ إن التلقيح الاصطناعي لا يحل في الواقع سوى جزء ضئيل ونسبة محدودة من الحالات التي تعاني من عدم الخصوبة والعقم وبثمن فادح ماليا واجتماعيا وأخلاقيا وقانونيا وتؤدي التقنيات الجديدة في الإنجاب إلى إلغاء نظام الزواج بالنسبة لبعض الناس وخاصة لدى الشاذات جنسيا كما أشرت إلى ذلك، كما تؤدي التقنيات الجديدة إلى ما يسمى باختيار السلالة البشرية وقد أشرت إلى ذلك، وفي الحالات التي تستخدم فيها زراعة الخصية بالنسبة للذكر، وزراعة المبيض بالنسبة للأنثى، فإن الحيوانات المنوية في صفتها الوراثية ستعاد إلى صاحب الخصية، وكذلك البويضات ستعود لصاحبة المبيض وبذلك تعود مشكلة اختلاط الأنساب.

مشكلة زرع الأرحام، لا يبدو في نظري أنه سيشكل عقبة أمام الفقهاء إذا كانت من امرأة قد توفيت أو أوصت بالتبرع برحمها، أو أن مبيضها قد أزيل ولم يبق لها إلا الرحم ولا تستطيع أن تحمل إلا باستعارة بويضة من الخارج وهو أمر محرم فتتبرع حين ذاك برحمها لمن تملك المبايض.

<<  <  ج: ص:  >  >>