للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء: ٥٨] .

وعرف الإمام ابن عرفة القضاء بقوله (١) :

(صفة حكمية توجب لموصوفها النفوذ الشرعي ولو بتعديل تجريح لا في عموم مصالح المسلمين) .

شرع الرصاع على حدود ابن عرفة والقضاء حددت معالمه وحددت مفاهيمه في الحديث النبوي الشريف عن أبي ذر:

قلت: يا رسول الله ألا استعملتني؟ فضرب بيده على منكبي ثم قال: يا أبا ذر، إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها.

ولقد كان رسول الله ومصطفاه محمد بن عبد الله أول قاض في الإسلام.

فالله سبحانه وتعالى يقول: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: ٦٥] .

والله سبحانه يخاطب نبيه الأمين عليه الصلاة والتسليم {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} [المائدة: ٤٨] .

وهو يخاطبه جل شأنه قائلًا: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (٤٩) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٥٠) } [المائدة: ٤٩ – ٥٠] .


(١) الإمام ابن عرفة هو محمد بن محمد بن عرفة التونسي الورغمي ولد بتونس العاصمة سنة ٧١٦هـ وتوفي بها سنة ٨٠٣ هـ فقيه أديب نحوي كان حافظًا للمذهب المالكي ضابطًا لقواعده مجيدًا في العربية والفرائض والحساب والمنطق له تآليف مفيدة منها تفسيره الكبير في المذهب في نحو عشرة أسفار وله تأليف الأصول والتفسير وكان شخصية علمية بارزة في أفريقيا. انظر ما كتب عنه الأستاذ سعد الغراب في مجلة الهواية عدد ٣ – ٤ سنة ١٩٨١ وانظر دراسة عنه معمقة لفضيلة الشيخ محمد شمام نشرتها الهداية بعدد ٦ سنة ٩ شوال جويلية١٤٠٢ / ١٩٨٢

<<  <  ج: ص:  >  >>