للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الرابع

في الاحتياطات الواجب اتخاذها عند الحلق في الحج

للوقاية من أمراض الإيدز والالتهاب الكبدي

يوجد كثير من المهن التي يتم من خلالها انتقال العدوى سواء من العاملين أنفسهم أو من زبون إلى آخر فينتقل المرض من شخص إلى آخر حتى ينتشر المرض إلى عدد كير من أفراد المجتمع، والخبر الذي نقل ١٩٨٩م أن مرض الإيدز انتشر في الاتحاد السوفيتي بسبب نقص أمواس الحلاقة وإبر الحقن التي يتكرر استخدامها، مؤشر قوي يحتم أخذ الحيطة، ولقد بلغ الاحتياط ببعض الأطباء والصيادلة أن يحلقوا البعضهم أو يذهبوا بأدواتهم من موسي حلاقة وغيرها إلى الحلاقين حيث تأكد لديهم أن استخدام آلة حادة ملوثة بالفيروس إذا استخدمت فجرحت مريضًا وسليمًا انتقل المرض إلى السليم كالإيدز والوباء الكبدي (١) ، ولذلك يجب اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة حتى تتم الوقاية من هذه الأمراض ومنها ما يلي:

١- توزيع ماكينات حلاقة مجانية أو بثمن رمزي على جميع الحجاج عند دخولهم إلى البلاد وتنبيه الحجاج إذا لجأوا إلى الحلاقين عند الجمرات أو غيرها إلى وجوب استعمال هذه الأدوات ودون غيرها أو استخدام أدوات أخرى لم تستخدم من قبل (٢) ، فالدولة أيدها الله والمواطنون في المملكة العربية السعودية يعملون كثيرًا في سبيل راحة الحجاج وحمايتهم بل لقد وصل الأمر إلى تقديم وجبات غذائية ومياه صحية مجانية للحجاج فكيف إذا تعلق الأمر بحماية الحجيج من وباء خطير بل من عدة أمراض الوسيلة الناقلة لها أدوات الحلاقة من أمواس وغيرها؟.

٢- توعية الحجاج في وسائل الإعلام المختلفة وتثقيفهم بكتابة ملصقات ونشرات بلغات الحجاج المختلفة توزع عند المطوفين وفي أماكن تجمع الحجاج حتى يعرف كل حاج خطورة ذلك ليجتنبه.

٣- تثقيف وتوعية الحلاقين (٣) وتعريفهم بالأمراض التي يمكن أن تنتقل بسببهم وطرق انتقالها ووسائل الوقاية منها..

٤- التطعيم الإجباري لجميع العاملين من الحلاقين بلقاح التهاب الكبد الوبائي، والكشف الدوري عليهم للتأكد من سلامتهم ومنع الذين لم يطعموا أو يلتزموا بالاحتياطات من مزاولة المهنة.

٥- تعقيم الأدوات التي تستخدم تعقيمًا جيدًا إن لم يكن استخدام الأدوات مرة واحدة (٤) .

٦- التنسيق الكامل بين وزارة الصحة – الطب الوقائي – والبلديات ومركز أبحاث الحج بحيث يتم أخذ عينات من القادمين من المناطق التي ينتشر فيها المرض فإن كانت نسبة المصابين عالية لزم أخذ الحذر في الأعوام القادمة قبل مغادرة الحجاج بلادهم عن طريق السفارات والقنصليات السعودية في الخارج وهذا يتوقف على حسم الرأي الطبي في انتقال المرض بالمعايشة فإن كان ينتقل بها وجب منعهم من الدخول، فالنبي صلى الله عليه وسلم منع المجذوم من الدخول على الصحابة وأرسل إليه إنا قد بايعناك فارجع، وعمر منع المجذومة من الطواف ولكن هذا الأمر ينبغي طرحه على مستوى منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الصحة العالمية حتى لا يكون سببًا في مشاكل سياسية قبل اتضاح خطورته وإن كان لا ينتقل بالمعايشة وجب اتخاذ الاحتياطات الكفيلة بمنع انتشاره عند الحلق.

٧- الاهتمام بالتثقيف والتوعية العامة في وسائل الإعلام المختلفة بخطورة المرض ووسائل انتقاله حتى يمكن تجنبها والحماية منها.

٨- وجوب تأكد الزبون من نظافة المحل والأدوات، وطلبه استعمال أدوات معقمة ونظيفة.

٩- ضرورة الزيارات الفجائية من قبل المسؤولين لهذه المحلات للتأكد من تطبيق أسس السلامة الوقائية.


(١) رفعت كمال، قصة الإيدز: ص ١٩. عكاظ، ٢٤ / ٨ /١٤١٣ هـ، عدد ٩٦٩٨
(٢) عكاظ، ٢٤ / ٨ / ١٤١٣ هـ، عدد ٩٦٩٨
(٣) قد يصعب توعية الحلاقين إذ إن الذين يمارسون الحلاقة في الحج غير معروفين قبل الموسم ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله.
(٤) عكاظ: ٢٤ / ٨ / ١٤١٣ هـ، عدد ٩٦٩٨، ومقابلة أجريتها مع بعض الأطباء بجامعة أم القرى وقسم الطب الوقائي بوزارة الصحة بمكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>