للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أرجع الكاساني هذه الأقوال إلى ضابط واحد بقوله:

والحاصل أن مرض الموت هو الذي يخاف منه الموت غالبًا (١) .

فمن اتصف بهذه الصفات يخاف عليه الموت كما ذكر – رحمه الله -.

المذهب الثاني: المعتمد عند المالكية والشافعية والحنابلة وبعض الحنفية أن مرض الموت ما يحصل الموت عنه وإن لم يغلب.

قال الدردير: وحجر على مريض ذكرًا كان أو أنثى سفيهًا أو رشيدًا إذا مرض مرضًا ينشأ الموت عنه عادة إن لم يغلب الموت عنه (٢) .

وقال النووي: قال الإمام لا يشترط في المرض المخوف كون الموت منه غالبًا بل يكفي أن لا يكون نادرًا (٣) .

ونقل البعلي عن ابن تيمية النص الآتي: ليس معنى المرض المخوف الذي يغلب على القلب الموت منه ويتساوى في الظن جانب البقاء والموت، لأن أصحابنا جعلوا ضرب المخاض من الأمراض المخوفة، وليس الهلاك غالبًا ولا مساويًا للسلامة وإنما الغرض أن يكون مسببًا صالحًا للموت فيضاف إليه، ويجوز حدوثه عنده، وأقرب ما يقال: ما يكثر حصول الموت منه فلا عبرة بما يندر منه ولا يجب أن يكون الموت منه أكثر السلامة (٤) .

مناقشة:

تحديد مرض الموت بحركات خاصة غير منضبط، لأن تلك الأمور تختلف باختلاف الأشخاص قوة وضعفًا، وكما تختلف بنوع العمل الذي يقوم به الشخص، فالعامل الذي يقوم بالأعمال الشاقة غير الذي يقوم بالأعمال اليسيرة.

كما أن المريض قد يقوم ببعض الحركات محاولة منه لإنقاذ تصرفاته إذا علم أن عدم الحركة مؤثر في تصرفاته (٥) .


(١) بدائع الصنائع (٤ / ٢٠٧٠
(٢) الشرح الصغير (٣ / ٣٩٩)
(٣) روضة الطالبين: ٦ / ١٣٠
(٤) اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية ص ١٩١؛ وانظر البهوتي، كشاف القناع ٤ / ٣٢٣
(٥) ابن حميد، مرض الموت، ص١٤

<<  <  ج: ص:  >  >>