للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شروط صحة الذكاة الشرعية:

بعد أن بينا الذبائح التي أباح الإسلام أكلها، نقف الآن على ما اشترطه الفقهاء من شروط لصحة الذكاة. والذكاة الشرعية على نوعين:

ا- ذكاة اضطرارية.

٢- ذكاة اختيارية.

الذكاة الاضطرارية:

وتقع هذه الذكاة في الحيوان غير المقدور عليه، كحيوان الصيد في الغابة, أو المستأنس إذا توحش كالبعير الناد الذي لم يستطع أحد السيطرة ,وللفقهاء رأيان في طريقة تذكيته:

الرأي الأول:

وهو مذهب أكثر الفقهاء، ويقضي هذا الرأي بأن تذكية مثل هذا الحيوان تتم بجرحه في أي موضع يقدر عليه، فيسيل من جراء الجرح دمه فيقتله، وحينئذ يحل أكله. ومثل ذلك ما لو تردى حيوان في بئر مما يعجز أحد عن تذكيته، فلو جرح في أي موضع يقدر عليه، فقتله، جاز أكله، إلا إذا كانت رأسه متدلية في الماء لا يؤكل، لأن الماء يعين على قتله، فيعتبر من قبيل الخنق، وحكمه حكم الميتة.

هذا ما ذهب إليه أكثر فقهاء الصحابة، منهم: علي وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وعائشة رضي الله عنهم، وبه قال من فقهاء التابعين: مسروق والأسود والحسن وعطاء وطاوس وإسحاق (١) وإلى هذا ذهب الحنفية (٢) والشافعية (٣) والحنابلة (٤) .


(١) المغني، لابن قدامة: ٨/ ٥٦٦
(٢) بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، للكاساني: ٥/ ٤٩
(٣) انظر كفاية الأخيار: ا/ ٥١٥
(٤) انظر المغني: ٨/ ٥٦٦

<<  <  ج: ص:  >  >>