ويطيل ابن تيمية رحمه الله، القول في أن الأكل والشرب تطبخه المعدة ويستحيل دمًا, وهو قول ليس صحيحًا، فالغذاء والماء لا يتحولان إلى دم كما كان القدماء يعتقدون مباشرة في المعدة أو في الكبد, وإنما يتم صنع الدم في مواضعه من نقي العظام (في الصغير في العظام جميعها وفي البالغ في العظام المفلطحة والقصيرة) , ولا يعتمد صنعها على الصوم فإن الصائم يصنع في نقي عظامه مثله مثل المفطر ... ولا يؤثر ذلك إلا إذا امتنع عن الطعام فترة طويلة من الزمن، وهي أيام وأسابيع متوالية متواصلة الصيام، بدون أكل على الإطلاق لا ليلًا ولا نهارًا، وهو مخالف للصيام المأمور به.
ويحدث نقص في صنع الدم من العظام لأسباب كثيرة منها نقص الحديد ونقص فيتامين ب ١٢ ونقص فيتامين حامض الفوليك ... وهذا قد يحدث لغير الصائم ... بل لا علاقة لهذا النص بالصيام الشرعي حيث يأكل الإنسان ويشرب من غروب الشمس إلى طلوع الفجر ... وما ذكره القدماء في هذا الصدد غير صحيح، وأوضح الطب الحديث بطلانه.
ولتوضيح آراء المذاهب الفقهية في مفطرات الصوم سننقل باختصار وتصرف عن مصادرها الهامة مثل كتاب (المغني) لابن قدامة (ومعه الشرح الكبير) فهو يذكر أقوال المذاهب الأخرى في المسألة ويذكر أدلتها.