إن العلم هو فيض إلهي، وهو هبة من الخالق جل شأنه لعباده، وهو نور يستضاء به لمعرفة أسرار الكون، وفهم نواميس الحياة، وإدراك حكمة الله في الخلق، الذي {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٢٥٥) } [البقرة: ٢٥٥]
ينزل الله العلم بقدر، ويأذن فيه لمن يشاء بحكمة، ويوحي به إلى العقول شيئًا فشيئًا، وآنًا بعد آن، مع تناسب تام بين قدرات الإنسان- جميعها- على تحمل هذا الفيض الرباني، وبين معطيات عصره، وحاجات زمنه، قطرة فقطرة، وجرعة بعد جرعة؛ ليزداد الذين آمنوا إيمانًا، وليهتدي الضال، ويسترشد الحائر، بآيات الله البينات التي أدركها، وسننه المتتاليات التي وعاها، ومعجزاته الظاهرات التي اكتشفها، والتي يقف أمامها العلماء خاضعين خاشعين، قائلين:{لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ} .
وقد أرشدنا الله تعالى في كتابه الكريم - القرآن- وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم إلى البحث فيها وعنها في أكثر من موطن، ومن ذلك: