ونحن في دائرة شريعة الله تعالى، الشريعة التي نزلت على خاتم المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي - نؤمن تمام الإيمان بأن العلم في كل مجالاته وفروعه، سواء ما تعلق منها بالخالق جل شأنه - معرفة وإيمانًا وتصديقًا وامتثالًا - أو بالمخلوق من إنسان أو حيوان أو نبات أو ماء أو جماد أو أرواح أو غير ذلك؛ بحثًا في تكونه وتكوينه، وفي تنميته وتطوره، وفي الحفاظ عليه ودرء الأخطار عنه، وفي معرفة كل ما يحيط به وما يؤثر فيه، أو يتأثر به، كل ذلك مطلوب منا شرعًا، ونحن مكلفون به، أفرادًا وجماعات، دولًا، وشعوبًا، والأمر في ذلك عام لكل البشر، لكل من آتاه الله عقلًا، وحباه بصرًا وبصيرة، ولكل من هيَّأه الله تعالى للنظر والبحث، ووهبه نعمة العلم.
وأيضًا بعد أن يبين الله جل شأنه في سورة الروم آيات الله في الخلق , في الحياة والموت، وفي خلق الإنسان وتطور خلقه، وفي سنة زواجه، وفي خلق السماوات والأرض، واختلاف الألسنة والألوان، وفي النوم واليقظة، وفي إنزال المطر لتحيا الأرض بعد موتها، وفي البعث بعد الموت , ثم يقول جل شأنه:
فقد أمرنا الله تعالى بالنظر والبحث الدائم، والتفكر الدائب في كل أسرار الكون، لمعرفة آيات الله جل شأنه فيه، وقدرته، هداية لنا، وبثًّا، ودفعًا لنا إلى الانخراط في آفاق العلم المتنوعة، حتى يتبين لنا أنه الحق- جل شأنه - وأنه على كل شيء قدير.