للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وأيضا فإن الزوجة التي يعاني مبيضها نوعًا من الفقر البييضي، فلا تنتج إلا بييضة واحدة - مهما أعطيت من الأدوية المنشطة للإباضة - فإذا تم تلقيح هذه البييضة، فإن فرصتها في الحمل تهبط هبوطًا كبيرًا، لأنها قد لا تنغرس في الرحم.. ولا توجد بييضات أخرى ملقحة غير هذه البييضة حتى يعاد غرس غيرها مرة أخرى- كما هو الحال في أطفال الأنابيب - لذلك قالوا: إنه من الممكن أن نفصل بييضتها الملقحة في بواكير انقسامها إلى جنينين، ثم نفصل كلاًّ منهما إلى جنينين أيضًا، وهكذا حتى نوفر عددًا كافيًا من الأجنة يودع في رحمها منه أربعة ويحفظ ما زاد من الأجنة (التوائم) في التبريد العميق ليكون رصيدًا احتياطيًّا يستعمل في مرات قادمة، أو مرات، إذا لم تسفر الزرعة الأولى عن حمل.

٢ - كما قال المؤيدون: " إن هذه الطريقة لها فائدة أخرى للنساء اللائي تعاني نوعًا من الفقر المبيضي، وذلك في مجال تشخيص مرض جنيني محتمل قبل أن يودع الجنين الباكر، المكون من عدد صغير من الخلايا إلى الرحم لينغرس، فقد جرى الأمر على فصل خلية من هذا الجنين لإجراء تشخيص عليها، فإذا كان الجنين صحيحًا معافى غرس، وإلا أهدر، لكن أخذ خلية من جنين باكر ذي عدد محدود من الخلايا فيه خطر على الجنين، بينما لو فصلنا هذا الجنين إلى توأمين، بطريقة الاستتئام هذه، فإننا نستعمل نسخًا - توأمًا - للتشخيص، والآخر للزرع كاملًا غير منقوص ". (١) أي أننا نهدر واحدًا من الأجنة تحقيقًا لمصلحة الآخر.

جـ - العيوب التي تنتج عن استخدام هذه الطريقة (الاستتئام) :

أفاض بعض العلماء في ذكر العيوب والمثالب التي تترتب على الاستنساخ (الاستتئام) وكان من بين ما أثاروه من عيوب ما يلي:

١ - إن طريقة الاستتئام هذه تفضي إلى وجود أجنة فائضة ليس أمامها إلا الموت، أو الاستزراع في أرحام سيدات أخريات، فإن تركت للموت؛ كان مؤدى هذه الطريقة هو التسبب في إنشاء حياة، ثم إسلامها إلى الموت!! وإن أودعت الأجنة الفائضة في أرحام نساء أخريات غير الأم؛ كان مؤدى ذلك أن تحمل أنثى جنينًا غريبًا عنها، لا هو من زوجها - لأن الحيوان المنوي ليس من زوجها - ولا هو منها في نطاق عقد زواج. (٢) أقول: وكل ذلك يمنع شرعًا وعقلًا، وخُلقًا وعادة؛ لأن التسبب في الموت جريمة، ولأن انتماء الجنين إلى غير أبويه جريمة.

٢ - إن النسخ الفائضة عن الحاجة "يمكن حفظها في التبريد لآماد طويلة، وربما زرعت النسخة (المبردة) في وقت أجل في رحم، في الوقت الذي يكون توأمها - النسخة الأصل - قد بلغ من العمر سنوات، وهي تقانة ستفضي بالتأكيد لا إلى سوق - بورصة - جينية فحسب، بل إن المشترية تستطيع أن ترى شكل جنينها مستقبلًا بالاطلاع على صورة لتوأمه - النسخة الأصل - الذي يكبره بسنوات، وقد تنتقي جنينها من (كتالوج) يحمل صور النسخ التي عمرها سنوات، من الفائضة عن الحاجة من الأمهات والآباء الذين أخذو النسخة أصل، وتركوا الباقي مبردًا ". (٣)


(١) بحث الدكتور حسان حتحوت.
(٢) عن بحث أ. د. حسان حتحوت.
(٣) عن بحث أ. د. حسان حتحوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>