للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حكم الاستتئام في الفقه الإسلامي:

على ضوء ما بيناه آنفًا يتضح لنا أن فوائد هذا النوع من الاستساخ الجديد (الاستتئام) تظهر في علاج العقم، وفي المساعدة على تشخيص مرض جنيني محتمل، قبل أن يودع الجنين الباكر.. إلى الرحم، عن طريق فصل خلية من هذا الجنين لإجراء تشخيص عليها، فإذا كان الجنين صحيحًا غرس، وإلا أهدر.

وأن من عيوب هذه العملية أنها تفضي إلى وجود أجنة فائضة عن الحاجة ليس أمامها إلا الموت، أو الاستزراع في أرحام سيدات أخريات لا علاقة لهن بهذه الأجنة، كما أنه يمكن تبريدها وتركها مدة طويلة، ثم استزراعها بعد أن يبلغ عمر النسخة الأولى - الأصل - عدة سنوات.. وأشرنا إلى ما ذكره العلماء من مخاطر حول وجود هذه الأجنة.

فإذا نظرنا إلى حكم هذا النوع من الاستنساخ في الفقه الإسلامي فلابد من أن نبرز الحقائق التالية:

أولًا: أن الاستنساخ الجديد (الاستتئام) قد تم حسب المنهج الطبيعي للتناسل بين الزوجين وهو (حيوان منوي ناضج من الزوج لقح بييضة ناضجة من الزوجة) وإلى هنا فالأمر طبيعي.

ثانيًا: ولكن بعد هذا التلقيح وعند بداية التكاثر إلى خلايا تدخل العلم ففصل الخلية عن أختها، بالأسلوب العلمي الذي ذكرناه، وأصلح جدار الخلايا التي انفصلت، ثم غطاها، ثم أخذ يستنسخ كل واحدة منها على حدة.. وهكذا، لتصبح كل واحدة منها جنينًا.

ثالثًا: عند غرس إحدى هذه الخلايا في الرحم فإنها تواصل مسيرتها الطبيعية في تكوين الجنين بإذن الله تعالى.

أقول: إن الأمر إلى هنا لا يظهر فيه إلا مخالفة واحدة عن المنهج الطبيعي، وهي العمل على فصل الخلايا عن بعضها بإذابة الغشاء البروتيني السكري المحيط بالخلايا بواسطة (أنزيم ومواد كيماوية، ثم إصلاح جدار الخلايا وتغطيتها ... ) وإلى هنا فإننا إذا سلمنا ألا تأثير على أي خلية من الخلايا أثناء عملية الفصل، وعملية التغطية.. وبخاصة أننا نتعامل مع (خلية) بالغة الدقة تحتوي على كل ما في الإنسان، وأن كل ذرة كائنة في الخلية تمثل جزءًا من أجزاء الإنسان، وأن أي عطب يصيبها يصيب جزءًا من الإنسان، ومن ثم يشكل ذلك اعتداء على الجنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>