للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثل ذلك ما قرره الدكتور مختار الظواهري أستاذ الوراثة الطبية بكلية العلوم بجامعة الكويت (١)


(١) يقول أ. د. مختار الظواهري في مقاله الذي نشر بالقبس تحت عنوان (لا تطبيقات مفيدة في الاستنساخ البشري) في ٢٥/ ٣/ ١٩٩٧: "يظن البعض أن الاستنساخ البشري سيحل مشكلة توفير أعضاء بشرية لزرعها لمن يحتاج إليها، يقول: هذا أمل كاذب، يمني به من لا يملك لمن يعيشون على الأمل، فيصدمون بالسراب والفشل، فالاستنساخ لن يحل هذه المشكلة، ولن تكون تقنية لإنتاج قطع غيار بشرية، مثل: كبد، قلب، كلية، أو بنكرياس ... فالبعض يقترح أن يكون هناك نسخة أخرى للطفل المريض ليكون مخزونًا، أو اسكراب، يؤخذ منه قطعة غيار لنسخته الأصل المريضة كلما اقتضى الأمر!! كيف ذلك؟ ولا تعليق ". أقول: قد ذكرنا فيما تقدم أن حياة كل كائن مصونة ولا تمس إلا بحق، وهذا ليس بحق، فلا يجوز شرعًا التسبب في إيجاد حياة ثم إعدامها من أجل أي شيء، ولو كان لحياة نفس أخرى، أما الاقتراح الآخر الأكثر منطقية - إذا كان ممكنًا - فهو دفع خلية كبد لتنمو في خارج الجسم إلى كبد!! كيف؟ وهذا غير ممكن، بل ومستحيل؟ إذ أن أي عضو ينمو من خلال منظومة هندسية مبرمجة وراثيًّا بشكل دقيق ومعقد للغاية، فالعضو لا ينمو ويتشكل إلا من خلال كيان متكامل يمد هذه الأعضاء بالإحساس، والأوامر العصبية والدم والهرمونات، لكي تنمو وتتشكل، وتستطيع القيام بوظائفها، وكل عضو ينمو ويتشكل حسب دوره في النوتة الموسيقية ضمن المنظومة الجينية المتكاملة لجسم الإنسان، وليس منفصلًا عنها، وبذلك إذا زرعت خلية من كبد في معزل عن باقي الجسم لمحاولة إنتاج كبد، كعضو مستقل، فإنها ستنتج نسيجًا فقط مشابهًا لنسيجها المأخوذة منه، ولن ينمو أبدًا إلى عضو منفرد مستقل بعيدًا عن جسم الجنين، فلا نتوقع أن يستطيع العلماء إنتاج قلب فقط، أو رئة فقط، أو كبد فقط، أو كلية فقط، كقطعة غيار بشرية. ونشر في صحيفة الوطن الكويتية الصادرة يوم الأحد ٢٨/ ١١/ ١٤١٧ هـ، ٦/ ٤/ ١٩٩٧م مايلي: "شانغهاي - شينخو: نجح طبيب صيني في استنساخ أذن إنسانية بواسطة تجربة لتكاثر الخلايا، وقد بدأ الطبيب (تساو بي لين) بحثه في عام ١٩٩٣م معتمدًا على تجاربه الإكلينيكية في جراحة التجميل، ولاستنساخ العضو أخذ (تساو) خلايا العضو لإكثارها، ورباها في جهاز مصنوع من مادة خاصة على شكل حامل، ثم بعد ذلك نقل الجزء الغضروفي المتكون في الخلايا، وزرعه في فأر أبيض، فظهرت أذن إنسان على الحيوان في غضون ستة أسابيع، وتوقع (تساو) أن تستخدم هذه التكنولوجيا في جسم الإنسان بنهاية القرن، مع تطور هندسة الأنسجة. وعلى أساس نفس المبدأ يمكن تصور إعادة إنتاج القصبة الهوائية، وكبد، ومفاصل، وأوتار، وجلد، وعظام إنسان، بجمع بعض الأنسجة النشطة من الأعضاء المريضة، وقال (داي كيرونغ) اختصاصي جراحة تقويم الأعضاء - المشهور في الصين -: إن هندسة الأنسجة تختلف عن استنساخ الحمض النووي (D.N.A) إذ أنه في هندسة الأنسجة يمكن تكثير أنسجة الخلايا، كما أنه يمكن استخدامها بشكل واسع في الممارسات الإكلينيكية.

<<  <  ج: ص:  >  >>