أما الاستنساخ الجيني: فقد تمكن العلماء منذ فترة قصيرة من اكتشاف أسباب كثيرة من الأمراض الوراثية فإذا أمكن إصلاح هذا العطب في الجين يمكن بعد ذلك استنساخه واستخدامه في العلاج.
أما عن استنساخ الخلايا، فقد نجح بشكل كبير في البكتريا، فاستخدامها يتم بالتعاون مع الهندسة الوراثية لإنتاج أنواع لها وظائف فزيولوجية معينة بعد تغيير بعض الأجزاء في حامض النوويك قابل الالتحام، ثم استنساخ البكتريا الجديدة ذات الصفات الفزيولوجية الجديدة.
فمثلًا تم تعديل الصفات الفزيولوجية لبعض أنواع البكتريا لكي تنتج أنسولين الآن في المعمل، وهو ما يسمى بالأنسولين البشري.
وهناك أنواع أخرى من البكتريا تم فيها تعديل الشفرة الوراثية واستنساخها للتغلب على مشكلة التلوث بالبترول ... وهناك الكثير والكثير.
إنتاج الخروف دولي
تم أخذ خلية من ضرع الأم واندمجت مع بييضة خالية من النواة لتدخل الخلية الجسمية مع البييضة وتكون الحياة الباكرة للجنين ومن حوالي ٢٧٧ خلية مندمجة، نجح فقط ٢٩ بدأت في النمو في المعمل وتم زرعها جميعًا، وقد ثبتت ١٣ فقط من هذه الخلايا التي تحتوي على خلايا جنينية في رحم النعاج، واستمر ثلاثة في الحمل اثنان أجهضا وماتا والثالث فقط (دولي) هي التي ولدت.
الطريقة كانت عشوائية ولا أحد يعرف الأسرار ولا كيف تمت، وقد صرح العاملون في هذا المشروع بأن الهدف الرئيسي لهذا الموضوع هو إنتاج خروف قد تم تعديل حقيبته الوراثية لإنتاج بعض المواد الصيدلية مثل إنتاج بروتين شبيه ببروتين الإنسان أو هرمونات في اللبن.
سؤال هام يثور هنا من أن (دولي) أنتجت من خلية من نعجة عمرها ست سنوات، ومن المعروف أن الخلايا لها عمر افتراضي، فهل سيقدر لدولي أن تعيش مثل الخراف العادية أم أنها ستعيش الجزء الباقي من حياة الخلية؟
سؤال ثان: هل دولي سيكون عقيمًا أم لا؟ حيث وجد أن الضفادع المنتجة عن طريق الاستنساخ كانت عقيمة.
هذه الطريقة ليست جديدة، فقد سبق أن طبقت على الفئران منذ عشرين عامًا وعلى الأبقار منذ عشر سنوات - إلا أن الجديد أنها على القردة. وهكذا نجد أن الخلايا الجنينية التي استهل بها الانقسام مسيرته كانت لها القدرة العامة على إنتاج الخلايا المتخصصة فمنها تولد خلايا الجلد واللحم والعظم ... فضلًا عن الأوعية الدموية التي تمدها بالغذاء المطلوب لها، والأعصاب التي تضبط حركتها الحية وإفرازاتها الحيوية، والتي يضبطها في نهاية الأمر جهاز مركزي هو أكثر الأجهزة تعقيدًا وكفاءة.
والأمر الجدير بالملاحظة أن هذه الخلايا الجنينة بمجرد أن تتحول إلى خلايا ناضجة محددة الهوية يتم قفل برنامج حمضها النووي بما يشبه التأمين الذي يغلق به مغذي الكمبيوتر ملفًّا ما حتى لا يضيع ما اختزنه فيه من معلومات قبل أن يغادر مقعده أمام لوحة المفاتيح والشاشة المضيئة، ولهذا فليس أمام خلية الجلد البالغة مثلًا، إلا أن تنتج جلدًا فقط فهذا هو البرنامج الوحيد المقترح أمامها وذلك لتعويض ما يتهرأ من نسيج الجلد وما يموت من خلايا، فإذا ما أتيح لهذه الخلية أن تسترسل في الانقسام في وسط تغذوي كاف فإنها تصبح قادرة معمليًا على إنتاج أمتار عديدة من الجلد حسب اللون المخزن فيها وهكذا بقية الخلايا.