للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القنابل الجرثومية والعنقودية تغص بها ترسانات السلاح دون توجه لزيادة الموارد الغذائية أو اكتشاف دواء لأمراض كثيرة بسيطة تعاني منها شعوب فقيرة كثيرة.

إن المجانين الذين يحكمون العالم كثيرون ويحلمون بالخلود والسيطرة وبذل كل غال ونفيس للحصول على مثل هذه التقنيات الخطيرة ظنًّا منهم أنهم سيخرقون الأرض أو يبلغون الجبال طولًا ...

العالم الآن بجبروته وقوته يقف عاجزًا أمام فيروس بسيط لا يرى بالعين المجردة من أضعف الفيروسات، وهو (الإيدز) هذا هو التحدي الإلهي يقول للإنسان: تعلم وابحث واجتهد ولكن لا تتطاول ولا تظن أنك أصبحت قادرًا عليها، إن قومًا قبلكم ظنوا أنهم قادرون عليها فأرسلنا عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلتهم كعصف مأكول.

إن التداوي واجب وأمر محتم، وطلب العلاج أباحه الإسلام، بل اعتبره واجبًا على كل مسلم بالطرق المشروعة، فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما جعل الله شفاء أمتي فيما حرم)) ، وكان يقصد بذلك تناول الخمر كعلاج، فمن باب أولى احترام بنية الإنسان، فهو كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((الإنسان بناء الله ملعون من هدمه)) .

ماذا يحدث لو تحول المجتمع كله إلى أصحاء أقوياء أذكياء، بالتأكيد سيشقى هذا المجتمع، فستموت بين أهله الرحمة والمودة والإيثار، إن وجود المعوق والعاجز والمريض والمتخلِّف وغيرهم ما هي إلا نماذج بشرية تذكرنا بنعم الله علينا، وبأن يكون بيننا التراحم والتحاب والتآلف، ولا نكون أشداء قست قلوبنا على أنفسنا، فسنجني وبالًا شديدًا لا محالة. ماذا يمكن أن يحدث لو استنسخنا نسخًا عدة من شخص ما؟ ما هو الموقف القانوني خاصة إذا ما وضعت إحدى هذه النسخ في بيئة إجرامية طغى فيها عنصر الشر على الخير ... من المسؤول في هؤلاء إذا ضاعت المعالم؟ وهنا يظهر دور البيئة على التكيف والتربية.

أما الدكتور (جيمس واطسن) وهو حائز على جائزة نوبل فكان يتصور أن نسخ الإنسان سيؤدي إلى ما يشبه انهيار الحضارة، وكان يشعر بأن ذلك النسخ سيتحقق لا محالة إذا لم نتخذ الاحتياطات اللازمة لمنعه.

إلا أن هناك من أغواهم الشيطان فانحرفت أفكارهم عن الطريق الصحيح، فهذا (فرانسيس كريك) الحائز على جائزة نوبل يعتقد بأن إنجاب الأطفال ينبغي أن يولي اهتمامًا لكل من الرجل والمرأة المرشحين للزواج بإثبات جدارتهما، وألا يترك الإنجاب عرضة للصدفة التي تحكمت فيه أجيال.

إن تقنية الاستنساخ لن تكون حكرًا على القوى العظمى فقط، بل ستنتشر وسرعان ما ستتملكها قوى أخرى أقل مكانة من العظمى، والشاهد على ذلك تقنية طفل الأنابيب التي أصبحت مشاعًا في كل دول العالم، ومن هنا تأتي المخاطر الكبرى.

أحد هؤلاء المتحمسين للاستنساخ يعتبر أن الرغبة البشرية لا تقل أهمية عن أي شيء، ويجب أخذها ووضعها بعين الاعتبار ومحاولة تحقيقها بأي وسيلة أو طريقة حتى لو كانت غير مشروعة.. أية رغبة هذه التي يمكن أن تحول الإنسان إلى ذئب ينهش الأعراض ويأكل الحرام؟

ثم يضيف بأن من يستخفون بالرغبة الإنسانية فإنهم يعيشون في عقم نفسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>