للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- كما لابد من الإشارة إلى ما كان مخرجاً على المذهب من أهل التخريج فهو داخل المذهب. وفي هذا الصدد يقول ابن عابدين:

فإن فيه إحسان الظن بمشايخ المذهب (١) ، أي وإلا اتهم فقهاء المذاهب جملة بأنهم نسبوا إلى المذهب ما ليس منه، وهذا يجلون عنه وهم أهل الفضل والاجتهاد، ومؤتمنون على شرع الله تعالى، وقد وصفهم ابن قيم الجوزية بأنهم الموقعون عن الله تعالى في كتابه الموسوم: (إعلام الموقعين عن رب العالمين) .

تطور فقه التخريج والمصنفات الموضوعة في هذا الفن:

إن المسائل المستنبطة في هذا الباب مثبوثة في كتب الفقه والأصول، كما أنه أفردت به مصنفات معينة، ومن أقدم المصنفات المتخصصة بهذا الفن التي وصلت إلينا:

- رسالة وضعها أبو الحسين عبيد الله بن الحسين الكرخي المتوفى سنة أربعين وثلاثمائة (- ٣٤٠ هـ) ، وإنما اقتصر فيها على ذكر (الضوابط) أو (الأصول) التي عليها مدار فروع الحنفية، وحصرها في أربعين أصلاً.

وتعقبها بالشرح والتعليق الإمام نجم الدين عمر بن أحمد النسفي المتوفى سنة إحدى وستين وأربعمائة (- ٤٦١ هـ) فذكر أمثلتها، ونظائرها وشواهدها.

وإنما كان عمله ذكر المثال الواحد أو مثالين على الأكثر ورفض التعارض بين الأدلة، ويبدو ذلك لدى تعليقه الأصلين، السابع والعشرين؛ ونصه:

"إن كل آية تخالف قول أصحابنا فإنها تحمل على النسخ، أو على الترجيح، والأولى أن تحمل على التأويل من جهة " (٢) .

والأصل رقم: ثمانية وعشرون؛ ونصه: "إن كل خبر يجيء بخلاف قول أصحابنا من وجوه الترجيح، أو يحمل على التوفيق، وإنما يفعل ذلك على حسب قيام الدليل، فإن قامت دلالة النسخ يحمل عليها، وإن قامت الدلالة على غيره صرنا إليه " (٣) .


(١) ابن عابدين منحة الخالق على البحر الرائق: ٢ / ١٤.
(٢) انظر الدبوسي، تأسيس النظر، ص ١٥٢.
(٣) انظر الدبوسي، تأسيس النظر، ص ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>